- بونجور طنط...أهلا زينة ".
تحدثت مريم بنبرتها اللبقة مرحبة بوالدة زوجها
و شقيقته اللتين رمقتاها ببرود قبل أن
تجيباها بجفاء :
- أهلا...لم تعلق مريم بل إكتفت برسم إبتسامة مرتبكة
َثم إلتفتت نحو عمار تستنجد به ليمسك الاخير
بيدها و يسير بها نحو باب الفيلا و هو
يرمق والدته و أخرى بعتاب...و هو يقول محاولا
تدارك الموقف :
- معلش يا حبيبتي هما لسه مش متعودين
عليكي بكرة إن شاء الله هتتعرفي عليهم
أكثر و تحبيهم...رواية لياسمين عزيزمريم بابتسامة عذبة زينت محياها :
- مفيش مشكلة أنا عارفة...قاطع حديثها سالي إبنة عم عمار التي
لم تكف عن المجيئ كل يوم منذ
إنتقال عائلته إلى الفيلا...
- صباح الخير يا عمار إزيك... واحشني ".همست بآخر كلمة و هي تندفع نحوه حتى
كادت تقبله متجاهلة مريم و كأنها غير موجودة
مما جعله يرتد للخلف قليلا و يبعدها
بيده...توسعت عينا مريم باندهاش من
هذه الفتاة الغريبة و تصرفاتها الاغرب
لتتساءل :
- مين إنت؟لوت سالي ثغرها بعبوس ما إن رأتها فهي الان
فقط إنتبهت لوجودها لترد عليها بانزعاج
قائلة :
- أنا سالي بنت عمة عمار...و صاحبة زينة ".ردت عليها مريم التحية لكن الاخرى لم تهتم
فعيناها كانتا تلتهمان عمار الذي سحرها
بوسامته خاصة ببدلته السوداء الفاخرة
التي كان يرتديها...تنحنح الاخير و هو
يشير لسالي ان تدلف الفيلا قائلا :
- ماما و زينة جوا...مستنيينك إحنا لازم
نمشي يلا ياحبيبتي".قاد مريم نحو سيارته ليفتح الباب حتى
تركب ثم إستدار نحو مكانه لينطلق تاركا
سالي تتوعد لهما بالجحيم....دلفت سالي الفيلا تبحث عن زينة
التي هاتفتها منذ قليل و أخبرتها
بوصولها حتى وجدتها في الصالون
تجلس مع والدتها و تشاهدان التلفاز
جالت سالي بعينيها ارجاء الفيلا ككل
مرة تأتي فيها إلى هنا تتمنى ان يأتي ذلك
اليوم التي تصبح فيه هي سيدة المكان
و تنعم بهذا الثراء بدل تلك الحارة الفقيرة
التي تعيش فيها...
سالي :
- صباح الخير عليكوا...وقفت زينة لترحب بها بلهفة و هي تبتسم
قائلة : أهلا يا سولي إزيك وحشاني ".
سلمت عليها الأخيرة ثم جلست إلى جانبها
تتلمس الاريكة الناعمة هاتفة بحسد لم
تستطع ان تخفيه :
- آدي العيشة و إلا بلاش.. و الله لايق عليكي
العز يا بت يا زينة حتى وشك نور و إفتح
من كثر الاكل الحلو و الهواء النظيف...لوت شفتيها بتحسر على حالها و هي تضيف :
- عقبالي يارب...إمتى ييجي اليوم اللي أخلص
فيه من الحارة الزبالة اللي انا عايشة فيها....
تنحنحت مديحة بصوت عال قبل أن تبدأ
في تلاوة المعوذتين و هي ترمق سالي
بعدم إرتياح و التي همست لزينة بأن
تأخذها لغرفتها حتى تختار من أغراضها
ما تريده و الساذجة كانت تعطيها كل
ما تريد دون إعتراض مقابل أن تسمع
منها أخبار حبيب قلبها مالك....

أنت تقرأ
بعد الفراق
عاطفيةكانت بريئة وساذجة عندما ظنت ان الحب وحده سيكفي، احبته حتى بلغ العشق منتهاه و لم تهتم بالفروق الاجتماعية بينهما