[17]

259 43 0
                                    

الطبيب؟ حقا؟! من دون الجميع يقف الطبيب أمامي!

كيف عرف؟

بقيت أشاهده بصدمة، بؤبئ عيناي يتسع و يتقلص و في حركة إرتعاش بجوانب أعيني

كيف سأتخلص منه؟ هل أقتله؟

لا لا يمكنني فعلها...أستطيع بلا لكن لن أنزل لذاك المستوى و أقتل إنسانا و أنا لست من لها السلطة بأخذ الأرواح عن أجسادها

و بعد كل شيء، هذا و في الأخير يبقى مستشفى لن أخرج بدمائه و جثته هنا دون أن يلاحضني أحد

ربما كان يمزح؟ أو ربما لا؟

ربما علم حقيقة أنني من الشرق فقط لكن جاسوسة؟

بالتأكيد لن يعلم

عندما رأى ذهولي و علامات الفزع البادية على ملامحي، إرتفع جانب شفته بإبتسامة غامضة

هل هي إبتسامة إستهزاء أم إبتسامة إنتصار أم ماذا؟ إلى ما سأترجمها؟

لغة جسده كمن يجلس على كرسيه و هو يتناول القهوى و يشاهد عرضا مسرحيا هزليا يسترخي به

عيناه كانت تراقباني و كأنها تحسب كل أنفاسي التي أزفرها و أشهقها

زحفت جالسة على مؤخرتي أنزلق من أعلى السرير، لم يتكلم أو أي شيء و كأنه لا يهتم بي أو يراني شيء غير مهم بالنسبة له

لكن بعينيه شيء ما، غاية ما لتواجده هنا

هل هي لفضحي؟ هل هي لإنذاري

لم يفتح جفنه الذي رمش حتى تحركت بسرعة فائقة و أخذت مشرطا من طاولة العمليات و إنقضضت عليه كالأسد الذي يغرس أنيابه في فريسته

لكن، هنا...لم يكن لي أنياب بل مشرطا صغيرا و حادا بعنقه بجانب عروقه

نطقت و أنا أتنفس بإجهاد

"لا تتحرك أو سأغرسه بحلقك لأجعل من عنقك نافورة أغتسل منها بدمائك"

لماذا كنت أشعر بجسدي ثقيلا و غير مؤلوف لي؟ هل حقا بسبب الإجهاد؟ أو ربما أنا لا أزال تحت تأثير المخذر اللذي كان يسري من القنينة البلاستيكية المعلقة إلى عروقي ليسري بدمائي

بلع ريقه و ربما بسبب ذلك تلامست تفاحة حلقه مع طرف المشرط

تحدث و كأنما يكثم أنفاسه تخوفا أن يثقب حلقه إذا ما تنفس

الطبيب

"لا تتهوري فلا أضن أنكي ستفعلينها"

PRAGMAحيث تعيش القصص. اكتشف الآن