[20]

250 40 7
                                    

الهواء المنعش يلامس بشرتها، وجهها أصبح رطبا من الهواء البارد

كانت بالمستشفى تختنق و بالمعسكر تموت ببطئ

لكن الآن و بمجرد أن تلامس الهواء الخارج بشرتها، تغير مزاج إيفانجلين بالكامل، فالهواء النقي الذي يداعب وجهها و يتسلل إلى رئتيها يجعلها تشعر بالانتعاش والحيوية مما يجعلها تأمل على المشي لمسافات طويلة دون الحاجة إلى التوقف وراءها و النظر للماضي أو الحاضر

لقد كانت تفكر في المشتقبل

و بينما تتنقل السيارة ببطئ في الهواء النقي، تفكر إيفانجلين في الحرية و ماذا يعني هذا المفهوم بالنسبة لها.

هل سبق و أن شعرت بالحرية يوما؟

حتى عندما كانت عائلتها حية و كانت أمينة جدران قصر ضخم بني لأعوام، لم تشعر بالحرية به

لطالما شعرت بأنها محبوسة رغم الحنان الذي تلقته من من كانوا بداخل القصر أو حتى خارجه في بعض المرات

لم تستطع الخروج من القصر بحرية كأخيها، هي و أختها كانتا ملزمتان منذ بلوغهما بالقبوع في القصر و التحجب عن العالم الخارجي

شعرت بظلم لإنسانيتها التي كانت ترغب في الإحتكاك مع المجتمع

مات والداها و تركت في العالم و الآن لا تزال تريد أن تذوق طعم الحرية، لقد كانت تراودها الأفكار في الصغر

ماذا لو مات والداها؟

هل ستستطيع الخروج و الظهور للعلن و التعبير عن نفسها بدون قيود؟

الإحساس بالسعادة و الحزن في نفس الوقت يمكن أن يكون تجربة صعبة و محيرة.

ففي لحظات السعادة المؤقتة، يشعر الإنسان بالسعادة و الفرح و يستمتع بها و لكن في نفس الوقت تتبادر إلى ذهنه ذكريات الماضي و الأحداث الحزينة و المؤلمة مما يجعله يشعر بالحزن و الألم.

قد يشعر الإنسان بالارتباك و التباس في تلك اللحظات حيث يحاول جسده و عقله التأقلم مع هذين الشعورين المتناقضين.

ما كنت تشعر به إيفانجلين كان مجرد سعادة مؤقتة و هي مدركة لذلك حتى ولو إنتقمت و إكتسبت الحرية فلن تشعر بالسعادة أبدا.

إمتدت نظراتها على طول خط الطريق، الأشجار تعاكس طريقها و المباني السكنية و الناس الذين يتمشون بالخارج رغم ظلام الليل

تحسدهم على شعورهم بالأمان و هو على أرضهم و أما هي فلا، فقط دخيلة في بلاد العدو و دوما ما تشعر بالتوتر و الخوف من أن يطعنها أحدهم خلف ظهرها بغدر أو حتى عندما تنام على السرير تبقي حواسها يقظة من أولائك الفتيان

PRAGMAحيث تعيش القصص. اكتشف الآن