اقتباس الجزء الثاني

37 5 11
                                    


يركض بسرعة كبيرة وقلبه يقرع بقوة خوفًا عليها، يفتح كل بابٍ يقابله لعله يجدها خلف أي باب لكن يحدث العكس، خائف بشدة أن يخسرها هذه المرة، يلعن نفسه ويلُمها على ما يحدث معها، للمرة الثانية تتعرض لمحاولة قتل وهو بعيد عنها.

"أرامينتا....أرامينتا أين أنتِ؟!! أنت لا أجدك!!"

ظل يركض ويدور حول نفسه عله يجدها حوله أو تخرج راكضة من أي غرفه، قطع دورانه حول نفسه وفتحه لباب الغُرف صوت سُعال قادم من الغرفة خلفه.

استدار ناحية الغرفة بسرعة البرق وذهب لفتح الباب لكنه كان موصد بقوة، ظل يطرُق على الباب بشدة وهو يصرخ بإسمها، سمع صوتها، صوت ضعيف جدًا يكاد يسمعه.

"عـ..عَمَّار.. أنا هُنا، بالداخل"

"أسمعُك، أسمعكِ عزيزتي فقط أريد منكِ الابتعاد عن الباب بقليل لكي أكسره"

سمع صوتها الهزيل يأتي من خلف ذلك الباب.

"لا أستطيع....لا أستطيع أكاد أختنق من ذلك الغاز"

________________

"أبي هيا رجاءً أريد الذهاب"

كانت تقف أمام والدها تمسك يده تترجاه كطفلة صغيرة.

تنهد بعمق ونظ، لعينها البنية.

"جُرحكِ لم يُشفى بالكامل ديلارا، لن أسمح لكِ بالذهاب بهذا الحال، أخشى أن يحدث لكِ شيء فتُصابي مرة أخرى"

"لا تقلق لن يحدث لي شيء، الجميع سيذهب وأرامينتا وريڤال ورواند أيضًا، وأركون سيذهب معي"

نظر لها باتيك وراقص حاجبيه بخبث.

"أركون سيذهب إذًا"

إحتقنت وجنتيها بالحُمرة ونظرت له بتذمر وخجل.

"كفاك أبي"

ضحك بصوت عالِ على ابنته وترك يدها.

"حسنًا اذهبي معهم، لكن عديني أنكِ ستعودين بخير وسالمة"

"أعدُك، أخبرني أين تحتفظ ببطاقتي الشخصية، لكي آخذها وأسجل بها في الرحلة؟!"

جلس على الأريكة أمامها وأخذ الكتاب أمامه وشرع بفتحه.

"بالخزانة في غرفتي"

صعدت بسرعة تجاه غرفة والديها وفتحت الباب واتجهت ناحية الخزانة تفتحها لتأخذ بطاقتها الشخصية.

فتحت الخزانة بسرعة وأخذت تبحث عن بطاقتها الشخصية إلى أن وجدتها، التقطتها بين انمالها بحماس شديد وكادت أن تغلق الخزانة لكن سقطت منها بعض الأوراق الخاصة بوالدها.

"آه تبًا لذلك"

وضعت بطاقتها بجيب بنطالها وانحنت لتجمع الأوراق الساقطة.

وهي تجمع الأوراق رأت بطاقة تعريفية أخرى أمامها، نظرت لها بتعجب.

"أهذه لأرامينتا؟ إذًا كيف سجلت بالرحلة؟"

رفعت البطاقة من على الأرض ونظرت لترى صاحب تلك البطاقة.

وكأن دلو ماء مُثلج سُكِب فوق رأسها، ماهذا؟!

"مَـ...مَن هذه؟!! هذه أنا؟!!"

ظلت تقرأ الاسم أكثر من مرة وتُعيد النظر إلى الصورة لتتأكد أنها هي.

"مستحيل!! لا من المؤكد هُناك خطأ ما"

أخرجت بطاقتها من جيب بنطالها ووضعتها مُقابل البطاقة بيدها.

"إذا كُنت ابنة باتيك شابلن إذًا من هذا؟"

نظرت إلى البطاقتين بصدمة كبيرة وأخدت تقرأ الاسم بالبطاقة الأخرى بصوت مسموع بعض الشيء، وكأنها تحاول أن تستعب ذاك الاسم.

"ديلارا فاريس شابلن!! من ذاك الرجُل؟ ولمَ اسمه مكتوب بدلًا من ابي؟!!"

___________

يجلس على مقعد بغرفة التدريب ويحمل أعباء الحياة على كتفية وهموم الدُنيا بقلبه، يُفكر بعائلته والحوادث المُتكررة التي تُصيبهم، تعرض والده لحادث أكثر من مرة، محاولات القتل المُتكررة التي تُلاحق ابنة عمه وخطيبها، محاولة قتل أخيه وابن عمه أمام عينيه، وأيضًا وضع قنبلة بحديقة القصر لولا اكتشافها لكان القصر بمن يسكنه تحت التُراب الآن.

قطع حبل أفكاره دخول أصدقاءه باندفاع إلى الغرفة رفع رأسه ونظر لهم بتعجب.

"علِمنا من المُتسبب بتلك الحوادث المُتكررة مع أفراد عائلتك"

أحتددت نظراته ونظر لهم بتحفز مُنتظر اسم ذاك المسؤول عن ما يحدث لهم.

إقترب منه أديلان وأعطاه هاتفه، نظر للهاتف وجد مقطع فيديو مُسجل فأخذ الهاتف بسرعة وفتح الفيديو وأخذ يُشاهده.

بمجرد أن انتهى المقطع أظلمت عيناه لشدة غضبه النابع من أعماق قلبه.

"إذًا أنت هو الفاعل!!"
___________

نظر له بأعين يتطاير منها الشرر وهو يلهث وكأنه كان بسباق بينما الآخر يقابله ببرود.

"كل ما تفعله لن يجدي نفعًا أرِح نفسك ياصغير"

فاض به الأمر وأخذ يصرخ به.

"كفاكم تلك الأفعال اللعنة عليكم، بأي حق تنتهك أرواح أبرياء لا ذنب لهم؟ يدافعون عن أنفسهم وعائلتهم من شرِك أنت وأخيك، أهذه جريمة بنظركم؟! أدفاعهم عن أنفسهم جريمة؟"

"لا شأن لك، لا تتدخل فيما لا يعنيك"

زفر الهواء بغضب كبير وأعاد خصلات شعرها بغضب إلى الوراء بغضب.

"بل يعنيني، يعني لي الكثير"

نظر له الآخر ببرود وعلى شفتيه ترتسم ابتسامة ساخرة ثم استقام من مجلسه ووقف بمقصده الخروج من غرفته.

"بل أعلم....إلى اللقاء يا صغير"

______________

مع تحيات.

"إيـلاڤ"
ميار أحمد " لينور"
هدير محمد "بيلا"

دمتم سالمين

《3025》حيث تعيش القصص. اكتشف الآن