الفصل السابع عشر

365 33 5
                                    

سامحنا يا الله حين نسجد لك وعقولنا تضج بالف حديث، ونصلي وقلوبنا لا تصلي، وعندما نبكي حزنا رغم إيماننا بلطفك الخفي في اقدارك.

صلوا علي الحبيب المصطفى ﷺ

.........................

لا يبكي الإنسان من شده الحزن بلا يبكي من عدم قدرته على شرح ما به...
وعدم قدرته علي الانهيار........

تنفست ببطي تحاول الا تبكي علي حالها، تجلس منذ نصف ساعه بصمت تام وبجانبها تاج الذي أخذها مبتعدا عنهم بعد أن وجدها تفقد حالها، اقتربت بجسدها منه ترمي راسها علي كفيه بياس من حالتها اما هو فتركها تفعل ما تشاء رغم معرفته بأنه خطأ بالكامل، نزلت اول دمعه من اعينها تعني استسلمها لماضيها تاليها قائله وكأنها تحكي لحالها

" الحكايه بدأت لما كان عندي سبع سنين كنت عدوانيه بطريقه غريبه علي طفله صغيره بعد ما ماتت امها و رفضها الكل، كنت قاعده في الشارع زي ما بقعد علي طول لوحدي بس جم ولاد تضايقني كلمه منهم علي كلمه مني، بدأت المعركه لغايه متعصبت ومسكت الطوبه ونزلتها علي رجل الولد فاتكسر، مكنتش حاسه بالندم بالعكس كنت حاسه انه شئ عادي، بابا جه والموضوع كبر لغايه لما اقترحوا عليه انهم يودوني لدكتور نفساني، بعدها بشهر اكتشف بابا اني بعاني مش مشاكل نفسيه كتيره وعندي رهبه من أن الكل رفضني، مش ذنبي ان الحاجات دي جتلي، ارتفعت شهقاتها ليمد تاج يعانق كفها بحنو يربت عليه حتي اكملت
قاعدت اتعالج كتير بس العلاج مكنش بيجيب نتيجه او بالاصح انا كنت رفضه فكرت العلاج لغايه ما بقي عندي ١١ سنه ومن هنا أبدت تجيلي نوبات غضب، تشنج الجسم، ارتعاش الايد ونزيف في الانف وبعدين الحاله اطورت لدرجه اني بقين ادخل في غيبوبه قصيره، الموضوع ده بيجيلي كمان لما ابقي زعلانه "

صمتت تبكي على ما اوصلته الي نفسها ثم اكملت

" عادا سنين كتير وانا بتعالج لغايه ما تقبلت العلاج قعدت فتره كبيره باخد علاج كان بسبب ليا مشاكل كتيره، بابا كان جيبلي بغبغان كبير من اللي بيتكلموا رغم كرهي ليهم بس قالي لو عاوزه تتعلاجي يبقي لازم تحبي اللي بتكرهيه، وفعلا حبيته جدا وبقي صديق وحدتي وفجأه جيت من الدرس كنت ساعتها في ثانوي لقيته ميت حتي البغبغان مقدرش يقعد معايا وزهق، جالي اكتئاب وبعدين عملت اكبر غلط، انتحرت "

اغمض تاج اعينه بقوه علي ما يسمعه منها بصمت لتكمل هي

" بابا لحقني وزعل مني جدا وقعد شهر مش بيكلمني كان إيفان مش موجود، سافر عشان كان عنده مشاكل مع عائلته بسبب انه قعد معايا، دارت الايام واتصلحت مع بابا ووعدته اني هرجع تاني للعلاج وفعلا رجعت ورحت اتعالج عند فريد ومشي معايا خطوه بخطوه وعرف يسيطر على أفكاري السلبيه بس "

ابتلعت تلك الغصه مردفه

" بس حصلت حاجات رجعتني اسواء من الاول، بس بعد ما طبعا اتعلمت ازاي اتحكم في نفسي، اتحايل عليا إيفان اني اكمل وفريد برضو بس بابا قالهم اني لما اهدا هرجع لوحدي، عدت ايام وشهور وبقت سنين ومرجعتش للعلاج تاني "

" علي أوتار الحياة " حيث تعيش القصص. اكتشف الآن