Chapter [17]

201 32 11
                                    

- لا أملك انتصارات مدهشة ، لكنني أستطيع إدهاشك بهزائم خرجت منها حيًا.

- انطون تشيخوف 📚.








P.O.V. MIA:

"وها قد أنهينا"

أردفت بكلماتي هذه وأنا أبتسم للعجوز أرون بعدما أنهيتُ من تركيب المغذي له، لاحظت العجوز يحدق بي بنظرات صامتة فقهقهت بخفة

"ماذا؟ هل تخطط لتزويجي بإبنك؟"

حملق بي السيد أرون بنظرات ساخرة ثم أردف بصوته الذي تملأه نبرة الشيخوخة والبحة

"لم أكن لأقدم لإبني عروسة مثلك"

إلهي، لطالما تمتع بلسانه السليط هذا !، السيد أرون أحد المرضى الدائمين في مشفانا، مشخص بالسرطان، لطالما إعتاد الهروب من جلساته العلاجية وحصصه، ولكننا نقبض عليه دائماً ک كل مرة

إنه بمثابة صديق، جميع المرضى في هذا المشفى، بمثابة أصدقاء لنا، الإستماع لمشاكل الأشخاص ومقاساتهم يجعلك تحن لهم وترغب في الإقتراب منهم أكثر وهذا ما نعيشه نحن الآن

"أمزح..."

أخرجني من تفكيري صوته وهو يبتسم، ولكن سرعان ما إختفت إبتسامته تلك وحلت بمكانها نظرة عميقة، أعلم مالذي سيحدث بعد قليل !

"لم أكن لأعطي فتاة شابة ويافعة مثلك لإبني الساذج"

"لا تتكلم هكذا سيدي أرون أرجوك"

وبنبرة حنونة أردفت وشددت على يده، ألا يكفي لهؤلاء المرضى معاناتهم مع مرضهم لتزيد هموم الدنيا تثقل فوق كتفهم !

"ذلك الوقح، حثالة المجتمع، كيف له أن يترك أباه طريحا للفراش ويرحل"

"أيها السيد أرون، أنت لست وحيدا، جميعنا معك، أنا والفريق الذي معي والطبيب تايلور، جميعنا أصدقائك"

"إرحلي أيتها الشقية لاتعرفين المواساه حتى"

"مالذي يفترض بي قوله؟"

"أخبريني هل وقعتِ في الحب من قبل؟"

إختفت ملامح وجهي وتوقفت عن الحركة وحدقت في السيد أرون بصمت ثم تلعثمت وأردفت

"ما دخل الحب في موضوعنا؟"

"أراكِ تبتعدين كثيراً عن الرجال ولا تودين مخالطتهم خصوصا في موضوع المواعدة، يبدو لي وكأنك واقعة"

في ليلة ممطرة /on a rainy night حيث تعيش القصص. اكتشف الآن