SEVEN

369 24 6
                                    

ـ 

حَل اللَيل وكان فيلكس بِغُرفَتِه الَتي اصبحت عِبارةً عن أوراق وألوان ومليئة بأكواب القَهوه .

وفي احد زواية الغرفة كان يَجلس بِعيناه الذابِلتان والناعِستان ، أمام اللَوحة بِضياعٍ تام !، لا يَعلم ماذا يُحَظِر وماذا يَرسُم 

عَقله إمتلأ بِصَخبِ الأفكار المُتادخِله مَع بَعضِها، إتكأ على الحائِط  وأغمَض عَيناه مُتَرجيًا نفسه داخليًا بأن تَصمت الأصوات التي تكسو رأسه دَون تَوقف ، لا يَعلم هّل أصبَح يُهَلوِس مِن كُثر شُربِه لِلقَهوه أم هَو فَقط  مُتعَب ؟ .

يَود  حقًا إيقاف إرتِعاش يَديه فَهمسَ " أنتَ تَستَطيع فِعلها ! " ها هو ذا يُهَدِء نَفسه بِذات الجُملة مُنذ ثَلاثَةِ  أيام !

كريستن لقد أطبَق الَيوم الثاني خارِج المَنزِل لِذَلك تأكد فيلكس مِن أنه هَرب لا مُحالة ، هذا مايفكر به فيلكس بالطبع . 

مَد يَدِه المُرتَعِشة الى الدُرج وأخرج مِنها عُلبة سَجائِر، فَتح غِطاءه وأخرج سِجارةً وأشعَلها، سَحب سُمَها ونَفذه خارِجًا بَينما يتَكئ على الحائط ويَنظُر الى اللَوحة الغَير مُكتَمِلة ، لقد بدأ يسَئم مِن كُل شَيء 

ـ F ـ 

ها أنا في العشرينات من عمري ، في المرحلة التي يطلق عليها عمر الزهور ، لكن على ما يبدو لي زهرتي ذبلت منذ ردح من الزمن ، اذبلتها قسوة الحياة عليها ، هدتها بشاعة الواقع من حولها ، وما عرفت من الناس عن العشرينات سوى أنها فترة الحيوية والنشاط ، فترة يميل فيها الناس للتجمعات والخرجات ، أما فأنا فدون الناس ، أشعر وكأني دخلت مرحلة الشيخوخة المبكرة ، ثقيل الروح ، متعب ، شخص فقد الكثير ، فقد شغفه ، خفة دمه ، أصدقاءه ، وحتى البعض من معارفه ، الأمر مرهق للغاية ...

إنها الساعة العاشِرة الأن، أشعر بان الوَقت لايَمضي ابدًا !، إنه لا يَمضي أبدًا مَهما أردته أن يَمضي وهذا مُزعِج بِحَق

إنَني عالِق مَع هذه اللَوحة، أشعُر بِالفَراغ في رأسي ، لقد إختَفت جَميع أفكاري وتَم إستِبدالِها بهذه الأصوات المُزعجة، إنها تَنهش خلايا مخي ببطئٍ شَديد ! ، أعلم جَيدًا بأن السجائِر مُضِرة جِدًا لِصَحتي ، فـهاقد بدأ أنفي يَنزِف بِغزارة وكأنك فَتحت صَنبور ماء ونَسيته مَفتوحأ ، أخذتُ علبَة المناديل القَريبة مِني ومَسَحت الدِماء وأشغَلتُ سِجارةً أخرى، أنا حقًا لَم أعد أهتم ! 

تبًا لِكُلِ شَيء أنا لَم أعد أطيق هذه الحياة اللَعينة ! 

ـ 

BURNING || S1حيث تعيش القصص. اكتشف الآن