ڤيولا||Viola

٥

همس سيزار بعدم فهم:" ڤيولا؟ ماذا جرى لك ؟"

نظرتُ له بصدمة لتقلب ملامحي للجدية :" سيزار أريد منك طلباً
رجاءً"

نظر لي باستغراب ؟
--...

  يحوم سيزار حولي بينما أنا أسير ذهاباً وإياباً بتفكير
-:"سيزار، اذهب ونفذ ما طلبته الآن"
-:"حسناً، لكن... ما سر قرارك هذا؟
ثماني أعوام وأنت هنا ولم تفكري بهذا سوى الآن !"
-:"سيزار.... رجاءً نفذ وبعدها لكل حادث حديث، علينا أن نضع النقاط على الحروف"

خرج سيزار لينفذ ما أمرته به، بينما أنا أشعر وكأن ثقل العالم كله على قلبي، لوهلة أنسى أن أتنفس وأشعر باختناق حاد
ماذا سأفعل لو كان ما أفكر به حقيقة ؟
مادام هناك - كما قال سيزار  تعاويذ وطرق لمواجهة المخلوقات تلك، إذاً... لما أنا هنا؟

لما كرست كل عمري على أساس حماية المملكة بينما المملكة ليست بحاجتي !
لما لم أفتح عيني على هذه الحقيقة قبلاً وأدرك أن هناك حلقة مفقودة في هذه القضية
والقضية هي أنا !!

أرسلت سيزار ليكتشف هذا... أريد منه أن يعرف الحقيقة التي أخفوها عني

شعرت بأن كل دقيقة تمضي تساوي عمري كله
انتظرت طويلا ولم يعد سيزار وما أرابني الهدوء المفاجئ الذي حل بالقصر

ركزت كل قواي في سمعي واقتربت من الباب، لأسمع فقط وتوتات الخدم والحرس
-:"أهذا معقول؟"
"لم أصدق بالبداية لكن اخفضي صوتك"

اتسعت عيناي... أيعقل أنهم أمسكوا بسيزار ؟!!
وعندها سمعت أحد الحرس يقول
"سيُقتل بالتأكيد لو لم ينفذ "

سيقتلون سيزار ؟؟!!!!

لأول مرة في حياتي.. أدرت مقبض الباب وقابلت ما يقبع خارج الغرفة

لا أدري كيف ، لكن جرعة من الشجاعة انتابتني لست خائفة ، وسأُظهر نفسي
أجل لأجل سيزار... لأني وعدته أن أحميه
فتحت الباب بهدوء وألقيت نظرة

خرجت ولا أنكر تلك الرعشة التي انتابتني، هل تعلمون ذلك الشعور الذي ينتابكم عندما تقدمون على فعل شيء لأول مرة ؟

مثل طفل يجرب السباحة في البحر لأول وهلة، سيبكي ويرتجف
هذا ما أشعر به حالياً
شعور أني أخالف القوانين التي أَطْرت حياتي منذ زمن بعيد
وأخرج خارج هذه الصورة التي رسموها لي منذ اكتشفوا قواي

مشيت بهدوء تام أحاول أن أبث الشجاعة لنفسي ووصلت إلى الدرج اللولبي
يمكنني سماع قرقعة الأطباق إنه وقت الغداء لذا الجميع غير منتبه لي

يمكنني من هنا رؤية جزء من القاعة السفلية
لقد تغيرت جداً

تذكرت عندما كنت ألهو فيها في صغري، كانت ذات تصميم قديم فيكتوري جميل
أما الآن فيبدو أن أمي وأختي غيرتا التصميم فهي الآن بلون ذهبي كامل