ڤيولا||Viola

٧

  لقد مرت ساعات عديدة لنا في الغابة، ولم يعد سيزار !
كان علينا الانطلاق باكراً قبل أن ينتشر خبر اختفاء ڤالور

لكن تأخرنا هذا سيسبب لنا المتاعب
تنهدت بثقل ، بصراحة الأمر ليس بيدي، لست واثقة من ڤالور

لكن... عودتي للقصر تعني أن والدي سينحرني، لأني ساعدت ڤالور على الهرب، وقضيت نهاراً خارج المنزل ولربما اكتشفني أحدهم

كنت جالسة أراقب اللاشيء، أنا ضائعة وخائفة حرفياً
لا يمكنني أن أحلل ما حدث لي في الفترة الأخيرة دفعة واحدة هكذا

نظرت إلى يميني حيث ڤالور متمدد على العشب ويراقب السماء بابتسامة ليس وكأنه هارب من مملكة كاملة

سألته:" كيف لك أن تكون بهذا الهدوء ؟ ألست متهوراً ؟'
-:"انسِ الأمر وراقبي السماء والغيوم ، تمتعي بالحرية التي فقدتها يا حمقاء "

نظرت للسماء، تبدو.... جميلة
عكس ذلك المنظر الكئيب الذي كنت أراه من قُبتي

سألت :"لما كنت تهرب من أهلك؟"

-:"ليسوا أهلي لقد تبنوني"
-:"وليكن...لما تهرب منهم؟"
-:"بعدما ظهرت قواي.. طمعوا بها
وبدأوا باستغلالي وظلمي كي لا أكشف أمري للممالك الأخرى وأفيدهم
لطالما كان حلم عائلة فاندنشون الوصول إلى العرش بدلاً من عائلة ماركيدنس..... ووجدوا فكرة زواجي من يولا أنسب فكرة للوصول لمبتغاهم"

سكت قليلاً قبل أن يكمل:" بالمناسبة... أختك... لايسمح لي لساني بنطقها لكنها بالفعل.... وقحة سأكتفي بقول ذلك'

نظرت له بانزعاج .. إنها أختي يا صاح !

لكنها وقحة.. سؤال كان يدور في بالي لكني خجلت من أن أسأله
لذا قلت بصوت منخفض بتردد
"م.ماذا..تعرف.... ماذا تعرف عن أخي؟"

بقي نظري عالقاً بالأرض، لأنه سيبدو مثيراً للسخرية أن أسأله أنا عن حال أخي
نظرت إليه لأراه يحدق بي باستغراب ثم أشاح نظره وابتسم
ليقول:"لا أعلم ماذا خطر ببال والدك كي يعاملك بتلك الطريقة
على كلٍّ .. ولي العهد أخاك

اختفى منذ سنوات، أي أن الوريثة المستقبلية للعرش هي يولا
ولذلك كانت فرصة رائعة لعائلة فاندنشون زواجي منها لأحكم المملكة"

لقد صعقت !
كنت متأكدة أن أخي ليس بخير

منذ كنت صغيرة كان يعاملني بحب ودوماً ما كنت ألجأ إليه في كل اللحظات وأحتمي خلف ظهره

وبعدما اكتشفوا قواي و وضعوني بالقبة دائماً ما كان يزورني ويحدثني بطبيعية وأشكو له همي فيهديني أدوات رسم وألعاب

وكنت متأكدة أن اختفاؤه لم يكن بسبب كرهه لي كما وصفت أختي

"ڤيولا ما بك؟"
نظرت أمامي لأجد ڤالور يقف أمامي وينظر لي بقلق
لم أنتبه أني كنت أبكي ، مسحت دموعي بعنف بكم فستاني الطويل
ليقول مواسياً:
"تعلمين؟ لربما يعيش حياة هنيئة .. قيل أنه أحب فتاة فقيرة فتشاجر مع والديه لأجلها، لربما هرب معها ."

-:"غير صحيح.. أخي كان يقول لي كل شيء ولم يكن عاشقاً..
ولو كان .. لن يهرب لأجل هذا السبب.. لقد كان ملتزماً وحلمه أن يحكم المملكة بعد أبي ليخلص الناس من قسوته ويستحيل أن يتخلى عن طموحه الجامح"

لم ينبس ڤالور ببنت شفة
ولا أنا
ومر وقت على سكوتنا
ليقول:" لننطلق"
-:"إلى أين؟!"
-:"إلى المرفأ... السيد ماتري يعمل هناك قبطان سفينة، سيهربنا معه !"

ماتري؟ !

*** ********** ***

الرواية :
__________

تمشي ذهاباً وإياباً بينما تشد شعرها الأشقر الذي ينساب على كتفيها بخفة
لكنها حولته لعش عصافير بسبب شدها له
تقول بضجر:" علمت أن تلك البنت مصيبة ولن تجلب سوى المصائب
ما إن علمت بأني على وشك أن أتزوج من فارس أحلامي
حتى أغوته و وسوست في عقله كي يهرب معها .. ولربما تقنعه بالزواج منها"

قالت أمها الجالسة أمامها بتعب:
"اهدأي، ڤيولا ليست سيئة لتلك الدرجة هي حتى لم تعرف بأنه من سيتزوجك مستقبلاً
كلاهما هرب.. ولقد توقعت ذلك..
لأن ڤيولا منذ ولادتها كالعصافير
لا يمكن أن نحيطها بقضبان الذهب طيلة حياتها"

نظرت كاسايلا ( الأم )من النافذة
نحو الخارج
هي لا تحب ڤيولا كحب أم لابنتها ، لا تحبها كحبها ليولا ولن تفتقدها كافتقاد ابنها البكر

لكنها بنفس الوقت تحبها كفتاة لطيفة في قصرها منذ سنوات
لا يمكنها أن تتمنى لها الموت والعذاب أو كره إخوتها لها، وليست حزينة لهربها لأنها تريد لها السلام
ولم تكن موافقة على ذلك الزواج من الأساس لأنه يدحر دور ابنها المفقود، والتي هي متأكدة من عودته

تتمنى لو لم يهرب ..
لكن سبب هربه جعلها تنفر من ڤيولا ..

رأيكم؟
ما سبب هرب الأمير ! وما علاقة ڤيولا ؟
ردة فعل الأم وابنتها؟
ماتري !؟

...