٣

379 38 8
                                    


   
    وفجأة بينما أنا أفكر سمعت صوت صراخ والدتي المميز

ثم عقبه أصوات ركض لمجموعة أدركت أنهم الحرس
صوت والدي جاء قلقاً:" ماذا هناك عزيزتي؟"
صوت أمي الرقيق لم يصل إلى قبتي
لذا اقتربت من الباب ووضعت أذني أركز كل ما لدي من قوى في حاسة سمعي
لأسمع قول أبي:" لعلك متعبة ولذلك تخيلتي مستحضرات التجميل تتحرك وحدها "

-:"ماذا تقول؟!! أنا متأكدة أن علبتي هذه الخاصة بي كانت تتحرك بالهواء وما إن صرخت حتى وقعت هكذا على الأرض"
-:"لعل الهواء أو ما شابه فالنافذة مفتوحة كما ترين"

تباً أنا واثقة أن سيزار المسؤول ربما يحرك الأشياء عن بعد !. أرجوك يا ربي لا تجعل والدي يفكر باحتمال وجود شبح لأنه سيعاقبني باعتباري مقصرة وأنا لم أجرب عقابه يوماً ولا أريد تجربته

لحسن حظي فإن والدتي اقتنعت باحتمالات أبي لتقول:" أجل لربما أنا متعبة قليلاً"
-:"ارتاحي عزيزتي ارتاحي سأحضر طبيب القصر'

بعدما تفرق الكل لموقعه أطلقت ذلك الزفير العالق في حلقي بسبب توتري
ليظهر سيزار من الحائط ويقول مصطنعاً البراءة
"مرحباً ! كيف حالك مولاتي؟"
نظرت له بغضب عارم ليقول:' لا أعلم معنى شعورك لكنه بالتأكيد جميل"
-:"جميل؟ جميل أن أغضب وأقتلك؟"

بسرعة غير سيزار الموضوع:" اوه تذكرت هل سبق لك وأن قتلت شبحاً وكيف ذلك !!؟ لأنهم خالدون"
-:"باستخدام نصل ستايلا"

بالطبع هو فهم ما أقصده

نصل ستايلا نصل لمحاربة الأشباح بمجرد ضربهم بهذا السيف في منتصف صدر الشبح يُحجَز داخل السيف
وهذا السيف يحوي على الأقل سبعة آلاف وثمانمئة شبح، والغريب أن ستايلا لم تذكر بمذكراتها أنها استخدمت هذا النصل بل قالت أنها لا تجيد تحريك السيف
؟

أسأل نفسي دوماً ما إذا كان هذا الكون عادلاً... لما يكون الجميع سعداء ويعيشون حياتهم ببساطة بينما أنا أكون صاحبة هذه القوى الحمقاء الغير نافعة التي تسببت
باعتقاد أبي أني مجنونة؟
واستغلال زوجة أبي للوضع جعل أبي يكتب أملاكه الطائلة لابنتها
بدلاً من أن تكون من حقي كوني الابنة البكر له والدوقة الكبرى

وفوق كل هذا الوريثة الشرعية للعرش المستقبلي
أما الآن فأنا نكرة أخبأ وجهي بقناع كي لا يراني الناس
  وليس معي سوى صديقي اللطيف الشبح بعد تخلي الكل عني وإفلاتهم ليدي كي أسقط بالهاوية وأتكسر وحدي

انتهيت من قراءة إحدى الصفحات من مذكرات ستايلا

لا أتذكر أني شعرت بكل هذا الحزن وأنا أقرأ مذكراتها رغم أنها المرة المئة التي أقرؤها

تركت الدفتر بحزن فبالفعل ، لا أحد يعلم بوجودي، ولا يجب أن أترك منصة المراقبة خاصتي المكونة من غرفة وحمام

ولا يجب أن أرى غير أربعة وجوه

وجه أمي.. أبي.. المربية القاسية والجامدة.. المدرب الذي ينظر لي باستحقار دوماً

أخي الكبير لم أسمع صوته منذ زمن بعيد... ولا أجرؤ أن أسأل عنه فهو بالتأكيد لا يسأل عني، ربما؟

وأختي تأتي فقط لتخبرني عن الأمير الجديد الذي تقدم لخطبتها ولكن هي رفضته وهو بقي يترجاها أن توافق لكنها رفضت وكأنها تغيظني وتخبرني أنها أجمل ولها مستقبل باهر بينما أنا سأموت مثل ستايلا
ولطالما قالتها بوجهي بدون تلميحات

أبي لطيف وقاسي بنفس الوقت
أمي حنونة وجافية بذات الوقت

لا أعلم كيف أصف ذلك، لكن...
أنا مقتنعة بذلك.. هذا مصيري المقدر ولست حزينة بسببه

قاطع سيزار شرودي ليقول :" يا فتاة ! أين ذهب عقلك؟ أنتم البشر تشردون كثيراً وتفكرون بأمور كثيرة..
مثل أختك الأميرة التي دخلت غرفتها ووجدتها تفكر بصوت عالي عن كيف ستجعل الأمير يقع بحبها ولا تفشل ككل المرات السابقة'

كلامه دغدغني فضحكت بفرط وهو غير مستوعب
بصراحة لقد كشف للتو نفاق أختي التي كانت تقنعني بأن الأمراء يتقاتلون عليها
والواضح هنا أنها تحاول لفت انتباههم فقط !

فتحت مربيتي الباب بشكل مفاجئ وهي تنظر لي بصدمة
اقتربت مني ووضعت يدها على جبيني لتقول:" ما بالك؟ مع من كنتي تضحكين؟؟؟"

شحب وجهي تباً لها لما سمعتني؟

قلت بتوتر:" ل.لقد كنت أقرأ إحدى مواقف ستايلا المضحكة، و.. لم أنتبه لنفسي وأنا أضحك"

-:"آخ منك، كدت تفضحيننا بالقصر لا تنس  أنك مخفية هنا عن الجميع
ثم إنك قرأت مذكرات ستايلا ألف مرة لا يعقل أن تتذكري أن تضحكي عليها الآن !"

خرجتْ بغضب وتجهم لأعيد كلامها بصوت ساخر أخرجه من أنفي
"لا يعقل أن تتذكري أن تضحكي الآن بلا بلا بلا"

لاحظتُ ابتسامة سيزار على تصرفي ليقول:" ليتني أعرف كيف أضحك على هذا... حسناً سأجرب"

بالفعل جرب الضحك وبدا ضحكه كضحك إنسان طبيعي لا ريب أنه كان يتدرب على ذلك طيلة الوقت
الذي قضاه كشبح

توقف عن الضحك وبعد قليل سألني سؤالاً غير نظرتي للعالم حولي.......
"ڤيولا......"

..

ڤيولا||Viola حيث تعيش القصص. اكتشف الآن