Part 8

2.4K 96 2
                                    

زنزانة ١

يظن الآباء أنهم بصفعاتهم يؤهلوننا لعالم قاس لن يربت على ظهورنا، لا يدرون أن ربتاتهم الغائبة هي ما كانت ستؤهلنا لقسوته وأن صفعاتهم لم تصنع فينا سوى أن منحت الخوف وطنا داخل نفوسنا ! وهناك وراء صراخ أبي الدائم، وحزامه الذي يترك علاماته كسوط على جلدي وانتهاره الذي لا ينقطع ؛ استوطنني الخوف ولم يبارحني يوما ...

كنت خائفًا على الدوام، فردات أفعاله لم تكن متوقعة قط، كان يغضب لأقل الأشياء ولا تتناسب غضبته أبدًا مع جُرمي، كنت أحيا دائم التأهب دائم الترقب مهدد على الدوام.. يفزعني صوته في الخارج، يفزعني نداؤه لاسمي حتى لو اتضح أنه كان نداء عاديًّا.

لم يزل حتى اللحظة يفز عني اتصاله الهاتفي؛ ظهور رقمه على هاتفي يمنحني رعدة خوف رباه" ماذا فعلت الآن؟"، "أي مصيبة يحملها

. اتصاله؟"...

كان يظن أنه بهذا ينشئ رجلًا ويقوي ظهره ويمنح جلدي خشونة لازمة، ولم يمنحني سوى قشرة رجولة ظاهرية تخفي وراءها طفلًا خائفا متأهبا يمد عينيه دوما ناحية صوت خافت لا يمثل خطرا ولكنه يتوقعه وحشا !

صار العالم في عيني مكانًا موحشًا مقفرًا مثيرا للخوف ينتظر غفلتي لينقض على لالتهامي"

ابي الذي اكره حيث تعيش القصص. اكتشف الآن