فصرت الصبي المطيع .. الهادئ.. المعطاء.. الذي لا يصنع المشكلات
ولا يثير الشغب.
تنازلت عن كل فكرة وحركة ورغبة يمكن أن تثير أي شيء.
تنازلت عن نفسي لألتئم هناك في كل بيت منها، لئلا أكون ثقيلاً؛
بل داعماً ومريحا .
ولكني نسيت نفسي في تلك الأثناء لأجد نفسي أتنازل عن نفسي في كل مساحة أخرى من الحياة، وأخطو نحو العالم الخارجي أتلمس الألفة، فأقدم نفسي قربانا لهذا الشعور بالانتماء.. أرضي الجميع وأحاول ألا أكون عبئًا .. أحاول أن أساعد وأدعم وأنقذ وأساند.. فقط لأشعر
أن لي مكانا ما في هذا العالم.
لعل هذا العالم يفسح لي ولو مساحة ضيفة لأوجد، ولئلا يهجرني
ثانية".
*
*
زنزانة 7
كرهت جسمي وأنوثتي .. فأنا دوما بين وصمة (العورة) وبين وصمة
(القبح)؛ أنا فتاة إن تغطت فهي في عين أبيها قبيحة، وفي عين أمها سمينة
حد التقزز، وإن تعرى مني جزء ذات غفلة فأنا العورة المتعمدة إثارة
الفتنة الباحثة عن لهاث الرجال اشتهاء !
كنت دوما متهمة؛ إن تأخرت رأيت نظرة الشك في العيون، وإن