وجدت نفسي أصبحت شخصا إرضائيا .. أسعى فقط للتمثل بما يريده الآخرون. أصبحت كائنا ممزقا بين ما أراده كل شخص ذي قيمة عبر بحياتي... لا أستطيع أن أعبر عن نفسي أنا، أو أبحث عن الأحجية الخاصة التي أمثل فيها القطعة الناقصة.
لطالما سعيت للانتماء.. وفي سبيل الشعور بالانتماء قدمت كل الأثمان الممكنة .. كنت مهووسا بمساعدة كل شخص .. كنت صاحب صاحبه) ومثلت طويلاً دور (الصديق الرجولة ) الذي يظهر دوما في كل ضائقة ويبذل نفسه رخاء وشدة.
فقط لأشعر ولو للحظة وحيدة أن لي موقعا ما في هذا الكون. بدأت حكايتي هناك حين قرر أبواي الانفصال، وأن ينطلق كل منهما على الطريق مرة أخرى ويجرب حظه في زيجة جديدة.
كنت غريبا في بيت كل منهما .. لم أشعر أن أيهما بيتي. وجدت حينها نفسي غريبا وعصياً على الالتئام أيضًا في تلك البيئة
الجديدة.
كان أبواي يبدوان بالنسبة لي وكأنهما تبنياني وليسا البيولوجيين كنت ضيفًا على كل منهما .
ربما يوم حدث ما حدث وبلا وعي شعرت بأن ذلك الانفصال كان بسببي .. تساءلت هل كنت عبنا لتلك الدرجة ...!
قررت أن أسعى للالتئام... قررت ألا أكون عبدا؛ بأن أكون تماما
على هواهما.