مشاعري لم تعد عبئًا عليَّ فقط؛ بل عبئًا فائضًا على الجميع. "كل واحد فيه اللي مكفيه" كانت تلك قاعدتي، لذا ينبغي على أن أستر مشاعري وأواري احتياجي وأدفن رغباتي لئلا أثقل عليهم أكثر ! صار دوري في الحياة مجرد (سنيدة) لأشخاص يمارسون أدوار البطولة، ولكني كنت سنيدة في حكايتي أيضًا وسمحت لأشخاص غيري أن يكونوا أبطال حكايتي الخاصة، وأن يكون لهم السيادة والتحكم في دنياي أنا !
فتلك هي فلا عجب أن أتزوج في النهاية رجلًا لا يرى بالكون سوى نفسه، المساحة المثالية لممارسة التخفي والتخفيف ولا عجب أن تستنزفني صديقتي يوما حتى لم يعد لدي ما يكفي من الطاقة لأصادق أحدًا بعدما رحلت ! بل لا عجب أن أجد صعوبة كبرى دهرًا في أن أصيغ انفعالاتي أو أدرك ما الذي يمر بحواسي الداخلية في تلك اللحظة! كنت وكأنني أعاني من (أُمِّيَّة انفعالية)، أو كأن مشاعري تتحدث لغة غير لغتي لا أتمكن من فهمها أو نقلها أو التعبير عنها، وهو ما جعل عملية التشافي في بدايتها مرهقة للغاية؛ لأنني للمرة الأولى أشعر بأنه مسموح لي أن أنظر إلى الداخل وأخبر شخصا آخر ما الذي أجده دون أن أشعر بأنني ظل ثقيل تم إلقاؤه على حياته".