أبي على بكائي الطفولي صغيرة ، وسخرية أخي الأكبر من مسببات حزني وصمت أمي الدائم بيننا، لم تكن لمشاعري مساحة في البقاء، ولم أشعر يوما
أن إحساسي منظور أو مرئي، فماذا أفعل ؟! بالغت في ردات أفعالي لعلهم يفسحون لها المجال، ومنحت مشاعري بعدا درامياً مسرحياً بإفراط لعلها تصبح مرئية أو مقدرة أو يتم اعتبارها
يوما هناك.
وحينها فقط كانوا ينظرون إلي ، لم يكونوا يرونني إلا في نوبات الهستيرية لم يكن صوتي مسموعا إلا في حالة الصراخ، ولم يكن وجودي مقدرا إلا في نوبات التحطيم والانتحاب، حينها فقط كانوا ينصتون جميعا. لذا لا غرابة أن تصبح تلك هي لغة مشاعري، وتلك هي طرائق ترجمة انفعالاتي؛ فإن انفعالي الاعتيادي لا يتم إقراره أو المصادقة عليه
أو تفهمه ما لم يحمل بعدًا كارثيا ويشكل تهديدا صارما وصادقا لهم".
***
زنزانة ٦
دوما أشعر بأنني لا أنتئم مع الجموع، وكأنه ليس لي مكان بينها كقطعة (بازل) ليست من تلك الأحجية وإنما تم تغليفها خطأ داخل
تلك العلبة علبة الوجود.
كانت حياتي تلخص لي كيف تحاول قطعة (البازل) أن تجد لها مكانا ما يلائمها ولو ادعاء!