عيناكِ أرضً لا تخون

الفصل السادس والعشرون

( بابا.....

نظر خالد لهيئه نمسه فور فتحها للباب بقوه حيث تسمرت يده التي كادت ان تطرق الباب في الهواء اذ كانت عينيها حمراء كلجمر و وجهها وشفتها منتفخه وكأنها قد امضت الساعات المنصرمه في البكاء شهقت رحمه بقوه وهي تقترب من نسمه التي ارتدت للخلف تمسكها من اكتفها متفحصه لها بخوف
( مالك يا حببتي انتي معيطه....

هزت نسمه رأسها بلا عقد خالد حاجبيه وهو يتابع الحقيبه التي تحملها بيدها
( انتي رايحه فين وايه الشنطه دي.... هو انتي ماشيه من هنا.....

ارتبكت نسمه بخوف لتشدد قبضتها على يد الحقيبه لتقول وهي تنظر لهم بضياع
( انا... انا هروح عند حد من قرايبي....

غمغمت رحمه بأستغراب...
( قرايبك....! هو سليم يعرف انك رايحه لقرايبك دول.....

اومئت نسمه برأسها لتمتلئ عينيها في الدموع ما ان ذكر اسمه لتقول بصوت مرتجف
( ايوه... هو.. هو يعرف....

تلفتت رحمه حولها وهي تشتم رائحه العطر النفاذه ابتعدت عن نسمه لتدخل للغرفه النوم توسعت عينيها لتشهق بقوه حيث كانت الغرفه عباره عن حطام وكأن انفجر بداخلها قنبله مدمره لتعود لنسمه برعب تمسكها تسحبها لحضنها....
( مالك يا حببتي ايه اللي عمل في الاوضه كدا.... هو في حرامي دخل عليكي....

لم تعد نسمه قادره على كتمان الالم الذي يدوي بداخلها لتشعر بأن الدنيا دارت بها ليترنح جسدها للخلف مما دفع خالد للأسراع و انتشالها بين ذراعيه بقوه قبل ان يرتطم جسدها في الارض متوجهاً بها نحو الاريكه وهو يقول برعبه بانت على نبره صوته المتحشرج
( نسمه يا بنتي ايه اللي عمل فيكي كدا.... انتي خرجتي من عندنا كنتي مبسوطه وبتضحكي ليك حالك اتشقلب وبقيتي مش قادره تقفي على رجليكي.... قوليلي يا حببتي....

نظر له نسمه وكأن جزء من الامان عاد لقلبها من كلماته الحانيه لتمتلئ عينيها في الدموع وقد تذكرت نوبه الجنون التي ضربت قلبها وعقلها كلكابوس ابتلعها بداخله رافضاً ان يدعها تخرج بينما كلمات ساره تتردد بداخلها وكأنها تعويذه حطت عليها لتتكرر في عقلها دون توقف اسندت رأسها على ضهر الاريكه خلفها بتعب شاعره بصداع فتاك يضرب بقوه داخل رأسها من تلك الافكار والتخيلات لسليم وهو برفقه غيرها في الفراش حتى وانهى لم تصبح زوجته حقاً لكن ما ان عرفت بماضيه الشنيع وكأنها طعنت بوسط قلبها الصغير... انتفضت بجلستها بقوه فور ان امسكت رحمه يدها
( نسمه انتي خوفتينا عليكي يا بنتي ويكون في علمك مش همشي من هنا الا لما اعرف ايه اللي وصلك للحاله اللي انتي فيها دي.....

ارتفعت انفاسها بقوه تنظر لهما بأعين زائغه محتقنه كدماء تحاول التحكم بأرتجاف جسدها وقلبها الذي يعصف بداخلها بجنون اخفضت عينيها تنظر بعيون غائره للألبوم وبلأخص للوحمه انقبض قلبها بألم كاد ان يحطمه لشظايا وقد تشكلت غصه بحلقها اوشكت على خنقها لتطلق نحيب متفجر بدموع التي طال كتمها ما ان استمعت لخالد يتنحنح ليجلي صوته قبل ان يغمغم بهدوء بمحاوله معرفه ما الذي اصابها فهي كانت في الضهير سعيد وتشارك الفتيات اللعب والضحكات كانت بحاله معاكسه كلياً لحالتها تلك....
( مالك يا بابا انا خايف عليكي اوي يا حببتي.... قولي متخافيش صدقيني هاخد حقك من اللي يزعلك بس انتي قولي....