عيناكِ أرضً لا تخون

الفصل السابع والثلاثون

عاد للمعسكر بعد ليله طويله من البحث المستمر عن نسمه لكن كعاده لم يكن لها اثر.... تنهد ليبعد الغمه عن صدره لرمي بجسده المرهق فوق احد المقاعد الموجودة في الخارج اركى ذراعه على ركبه وهو يمسك بوجهه بتعب استمع لنغمه تدل علي وصول رساله نصيه على هاتفه مد يده لجيبه ليخرج توسعت ابتسامته فور فتحهه للرسأله اذ كانت من ساره خطت بها كلماتها
( انتا صاحي...!؟ مش قادره انام لو صاحي اتصل بيا نتكلم.....
اسرع بطلب رقمها ليأتيه صوتها بعد ثواني وهي تهتف بلهفه
( يارب مكنش صحيتك.... انا عارفه اد ايه بتتعب عشان كدا قولت اسألك الاول لو صاحي ولا لا....

امسك بقلبه ليقول بمسرحيه
( آه يا قلبي... بقا يتنطط جوايا لما سمع صوت اللي يحبها.....

ضحكت ساره بسعاده لتهتف بمرحه مقلده اياه
( انا كمان مليش سلطه على قلبي اللي واحشه ونصه التاني....

اركى ضهره على المقعد من خلفه براحه
( وحشتيني يا حببتي.... تعرفي انا عشت هنا في البلد خمس شهور وكانت ايام عاديه انما دلوقتي مش قادر اتحمل القعده هنا.... انا بقيت مخنوق اوي وانا بعيد عنك.....

تنهدت ساره بحزن لتهمس بصوت مرتجف
( تصدق يا أشرف من لما سافرت وانا مخرجتش من البيت مليش نفس اشوف حد انا مكتئبه اوي بعدك عني فرق معايا جامد.....

لتكمل حديثها بلهفه وكأنها تذكرت ان تسأل الان
( طمني دلوقتي عرفتو حاجه عن مكان نسمه....

اخرج همهمه من فمه بلا ليقول وهو يكتف يده امام صدره
( مفيش اي دليل على وجودها.... من بكرا هنوسع البحث هندور في المناطق المجاوره للبلد.... ادعي يا ساره نلاقيها كل دقيقيه بتعدي وهي بين ادين الارهابيين بتمرق عليها وكأنها نار بتحرق بيا الافكار السلبيه مش عاوزه تفارقني.....

اتاه صوتها الحنون مزيله تعبه بعيداً
( ان شاء الله تلاقوها.... طمني عليك انتا بتاكل وبتشرب فين وبتنام فين.....

توسعت ابتسامته لينغمس معها في الحديث يجيبها على اسألتها بسعاده من اهتمامها به وخوفها عليه ليتحدثا مع بعضهما طويلاً بأحديث متفرقه لم تخلو من مغازله أشرف لساره التي يتضخم قلبها بحبه كل يوم اكثر من الذي سبقه وما جعلها تتأكد من ذلك الحب حالتها الحزينه على غيابه الذي لم يكن سوا يومين.......

في ذات التوقيت كان سليم برحله العوده للوكر الذي يحتمي به عوض ورجاله.... يمسك بسلسلتها بين اصابعه مثبتها امام شفته ليس له قدره عن ابعادها عنه توسعت ابتسامته لتعود له هيئتها وهي تتعربش به وكأنها طفله صغير غير سامحه لوالدها بلمغاره لتزيل السلسله عن عنقها حين يأست من اقناعه عن العدول عن ذهابه لتعطيها له هماسه من بين قبلاتها التي امطرته بها بأنها بأنتظاره منتظره ان يعيد لها تلك السلسله الغاليه على قلبها

..... خفف سرعته وهو ينظر نحو الخارج لمعسكره القديم الذي انيرت اضوائه بعد فتره معقوله من الهجران ليشعر بشى من الحنين للمكان الذي ضمه برفقه افراد كتيبته التي لم يتبقا منها احد على قيد الحياه الا هو لتضم بعدهم كتيبه اخرى لكنها غادرت قبل شهرين هل عادت مجدداً للمنطقه...... دار المقود ليعود ادراجه بعد ان تعدا من امامه المعسكر وابتعد.......