عناد 1

309 27 102
                                    

تجاهلوا الاخطاء

.
.
.

استمتعوا

.
.
.

< اوم >

عناده ورفضه للطعام وجلوسه على السرير وهو يحدق بالباب لكنه لم ينام ابداً .. عيناه تغلق لكنه يفتحها بسرعة .. اربع ايام واربع ليالي .. لا يتناول الطعام ويرفض النوم .. انا بعد ان احضرته بيومين حاولت تجاهل صراخه و حديثه و شتائمه لانني مشغول بنقل اغراضي بعد ان علمت ان الشركة الخاصة بعملي قامت بترقيتي لانقل من القسم الفرعي للرئيسي .

الامر مزعج .. في بادئ الامر كنت قلقاً من عدم تناوله للطعام فكنت اعود مع غداء له اشتريه في طريقي من الخارج واضعه لكن في النهاية عند عودتي ارميه في النفايات لانه لا يأكله .. عدت في المساء ودخلت اليه وجلست على الكرسي امامه وهو يرمقني بنفس النظرة (( الكره )).

لم اتحدث فقط احدق به ليفاجئني صراخه وهو يطالبني بأخراجه .. لم يتقدم لي بل ما زال منكمشاً في مكانه تحدثت معه مجدداً حول اهماله وعدم تناوله للطعام وعدم نومه لكنه لم ينظر لي بل شرد في ذهنه وهو يحدق في السلاسل

( عليك تناول طعامك وعليك بالنوم .. العناد لن ينفعك .. انا لن اخرجك من هنا الا واحدنا جثة .. مفهوم ؟)

تركته ونهضت وحضرت الطعام له واخذته لعله يأكل .. تركت الطعام على الطاولة وخرجت اراقبه من الشاشة و اخيراً بعد اسبوع من العناد تناول طعامه .. لم ادخل و بقيت اعمل على حاسوبي و اراقبه .. لالاحظ سيره .. كان يسير ببطء ويتمسك بالجدار سائراً نحو الحمام .

عدت لحظات وخرج يسير نحو السرير .. استلقى دون سحب الغطاء وهو ينظر الى السلم وكل لحظة يغلق عينيه ويعيد فتحهما بسرعة .. نهضت نحو الباب بعد ان اغلقت الشاشة وانا ارى تلك السيدة المزعجة تقف ممسكتاً بطبق طعام وهي تقول

( لاحظت خروجك ودخولك وترميمك لمنزلك ويبدو انك انتهيت ففكرت في زيارتك والترحيب بك )

اجبتها دون ان توقفني ودون السماح لها بالدخول

( اشكرك سيدتي لكنني اسكن لوحدي وصديقي يزورني بين حين واخر وانا لا اتناول طعاماً ان لم يكن من مطعم او من صنع يداي ، اعتذر )

تلك الابتسامة اصغيرة اختفت من على وجهها و استدارت وغادرت دون التحدث معي .. تجاهلتها و دخلت واغلقت الباب .. اغلقت الباب وعدت لتشغيل الشاشة وانا اراه ينهض ويجلس على الارض للحظات ثم نهض وهو يضرب الجدران .. نهضت بسرعة ودخلت وانا لازلت اسير على السلم سمعت تحطم الصحن لاسرع اليه .

.. إسحبني إلى الخارج / Pull me Out ..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن