الفصل التاسع والثلاثون

24.3K 904 48
                                    

الفصل التاسع والثلاثون..
#بداية_الرياح_نسمة
#عاصفة_باسم_الحب
#حي_المغربلين
#الفراشة_شيماء_سعيد

بشقة جوليا..

أخذت ضربة قوية على رأسها منعتها من الحركة و الاستيعاب، ألم قاتل احتلها بالكامل لتقف أمامه عمياء خرساء صماء، لا يصل إليها أي إشارة و لو بسيطة من العالم الخارجي، رنين واحد فقط يتردد بداخل عقلها بصوت تلك الأجنبية، التي تحدثت معها بالعربية الفصحى و كأنها تخطط لإيصال رسالة معينة لها...

لم تشعر بأظافرها التي قطعت بطن كفها من شدة الضغط عليها، أنزل الصغيرة أرضا بتشتت كيف يتصرف أو ما يجب عليه فعله الآن لا يعلم ، لن يقدر على خسارة أزهار أو تألمها من جديد بسببه يكفي ما سببه لها فهي وصلت لنقطة مغلقة من تحت أفعاله...

مسك كفها متوقعا منها أي رد فعل مجنون و هو مرحب بأي شيء يصدر منها إلا الفراق، همس باسمها بخوف عليها :

_ أزهار حبيبتي اسمعيني..

لقطت أذنه همسة بسيطة شاردة من بين شفتيها و عينيها مسلطة على الصغيرة :

_ سمعاك...

ضرب الطاولة بقدمه ثم نظر لجوليا بابتسامة بسيطة لعدم إخافة زهرة ثم قال :

_ خذي الصغيرة للداخل لعدة دقائق بعدها سأطلب منكِ القدوم...

نفذت طلبه بتردد لا تعرف من تلك التي تقف مع فاروق و لما هو متوتر لهذا الحد، فهي متفقة معه أنها ستقول بالعمارة أنها زوجته من أجل سمعتها بين السكان، اتسعت مقلتها فجأة برعب و هي تضم الصغيرة إليها متذكرة كلمة أزهار التي قالها فاروق، هذه الفتاة زوجته و هي بكل حماقة خربت حياتهم.. لتقول لنفسها بغضب :

_ حمقاء جوليا حمقاء..

بالخارج..

سحبها خلفه مثل الدمية ليجلس بها على الأريكة الكبيرة بالصالة، برودة حرارتها تشعره بالرعب، جذب رأسها يقبلها عدة قبلات متتالية باعتذار و ندم، لا يعرف من أين يبدأ الحديث أو كيف ستكون نهايته عادت على مسامعه همسها :

_ اتكلم عايزة أسمع...

أومأ إليها ثم و بدون سابق إنذار هبط بشفتيه على ثغرها يقبله بعد عدة لحظات ابتعد عنها ليأخذ كلا منهما أنفاسه تحدث فاروق بهدوء يحسد عليه :

_ قبل أي حاجة أنا بعشقك و مفيش ست تملى عيني و قلبي إلا أنتي، أنا مش متجوز غيرك يا أزهار جوليا مش مراتي جوليا طليقتي و أم زهرة بنتي، و قبل ما عقلك ياخدك لمكان يضيع فيه حبنا و علاقتنا، زهرة عمرها تلات سنين اتولدت و أنتي في المستشفى، جوليا اتعرفت عليها و أنا مسافر لندن و اتجوزتها هناك شهر و بعدين انفصلت عنها عادي زي كل مرة و انتِ عارفة علاقاتي القديمة، لما رجعت و شوفتك و بعدين اتجوزنا عرفت إن جوليا حامل بس بعد اللي حصل مقدرتش أكسرك بالشكل ده أبداً، مكنتش عارف إن مهما طال الزمن هتعرفي بوجود بنتي...



حي المغربلين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن