اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
"ها هي الشمس آتية، هاهي آتية، وأقول لا تقلقي كل شيء على ما يرام يا صغيرتي ، لقد كان هذا شتاءاً قارساً وحيداً ،يا صغيرتي، كأنها سنة مُنذ أن كان هنا ها قد أتت الشمس! ها قد أتت الشمس! كل شيء على ما يرام..لا تقلقي" دندن بصوت خافت عذب يغني تلك الأغنية التي سمعها صدفة في الراديو و الأن باتت عالقة في رأسه تتكرر دون توقف.
كان يحدق بالسماء، مستلقياً على عشب حديقة المنزل الخلفية، يريح كلتا يديه خلف رأسه مستمتعاً بهذا الهدوء و بنسمة الهواء التي تهفُو في لطفٍ على وجهه تحمل معها بعض البرودة المحببه في هذا الطقس الحار.
اليوم كان عيد مولد تشارلز لذا خرج الأخير مع أصدقائه للإحتفال معهم، بالطبع هو لم يكن مدعو لذا لم يكن لديه ما يفعله سوى أن يستلقي في حديقة منزلهما لحين عودة أخيه للمنزل.
لقد أتى السيد و السيدة باترسون بالفعل هذا الصباح لإعطاء الهدايا لإبنهما و تهنئته رغم انشغالهما الشديد، قدومهما للمنزل كان شيء نادر حقاً و لكنهما لا يفوتان احتفال لتشارلز مهما كانت درجة انشغالهما.
أغلق عينيه يتنهد بخفه محركا قدمه العارية على العشب الرطب، لقد مر على عيد مولده أسبوع تقريباً و لكن لم يتذكره أحد كالعادة..هو نفسه قد نساه تماماً حتى رأى بالصدفة التاريخ على سبورة الصف في اليوم التالي.
لم يكن بالشيء المهم، لا يمكنه التوقع من الجميع أن يقوموا بتذكر أمراً سخيف كهذا. عيد مولده ليس بالشيء الذي يُحتفل لأجله على أية حال.
من سيرغب في الإحتفال بعيد مولد حثالة مثله؟ عليه فقط أن يكون ممتناً بما لديه، تلك الأشياء البسيطة لا تعني شيئاً له.
و لكن حتى إن رفض الاعتراف بهذا كان هناك ذاك الجزء الصغير للغاية داخله الذي تمنى..فقط تمنى..تمنى و لو لمرة واحدة أن يجرب هذا الشعور، أن تجتمع عائلته حوله و يحتفلون بعيد مولده، أن يغنون له أغنية عيد الميلاد و تكون له حينها كعكه خاصة به..سيطلب أن تكون كلها بالشكولاه كونه يحب الشكولاه كثيراً و كذلك يفعل تشارلز.
