صديق و حفلة.

6K 305 151
                                    

......

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


...

رفع رأسه يحدق في السماء فيما يمضغ طعامه بهدوء، كان الطقس لطيف اليوم و السماء صافية و كل شيء يبدو مثالياً، لا أحد حتى قام بإزعاجه، تجاهله الجميع كالعادة و هذا فقط كان الأفضل.

كان مستمتع بتناول غدائه في مكانه المعتاد يحرك ساقه بطفولية أمامه دون أن يُبعد عينيه عن السماء فوقه.

لقد مر تقريباً أسبوع منذ ذاك اليوم التي أصيب فيه بنوبة الهلع و تصادم أخيه معه..لا يعرف ما الذي حصل بعدها و لكنه وجد نفسه يتجنب تشارلز و الأخير كان يفعل ذات الشيء.

لم يسبق له أن صنع حاجزا بينه و بين تشارلز من قبل في الحقيقة مهما فعل الفتى الأكبر و مهما قام بإيذائه و اهانته فناثان دائماً كان يسامحه بل كان من يبادر بالإعتذار حتى و لو لم يكن مخطئاً.
كان يفعل أي شيء و كل شيء كي يرضى أخاه عنه.

و لكن هذه المرة كان فقط..الأمر مختلف.
كلام تشارلز له لم يكن سهلاً أبداً، اخباره له صراحةً أنه يكرهه كسر بلا شك الكثير داخله..
و هذا لم يكن السبب الوحيد حقاً بل خوفه من أفكاره و رغبته التي بدأت في الظهور ذاك اليوم كان العامل الأساسي في ابتعاده.

في البداية كان الأمر صعباً و ظن بل تمنى داخله أن يلاحظ تشارلز تغيره و يسأله عن السبب أو يحاول إصلاح الأمر بينهما، و لكن الأخير بدى غير مهتماً على الإطلاق بما يجري..فتوقف حتى عن طلب الطعام منه أو أمره بأي شيء.

لقد بدى و كأنه نسي أمره تماماً.. و رغم أن هذا آلمه كثيراً إلا أنه لم يتفاجيء حقاً من ردة فعله تلك، و وجد نفسه هو الأخر يصنع حاجزا أكبر بينهما مع مرور الوقت.

تنهد بضيق مفاجيء تلين ملامحه في اشتياق عميق حين تذكر أخاه و لكنه حاول دفع هذا الشعور بعيداً يركز على تناول غدائه فيما يدندن بلحن قديم لإحدى أغاني الجاز التي يحبها.

"ناث! أيها الأحمق ألم أخبرك أن تنتظرني في الكافتيريا حتى أتي إليك."

صدح ذاك الصوت العالي من جانبه و قبل أن يلتفت إليه كان صاحب الصوت الجهور بالفعل يقف أمامه، مع تعابير منزعجة، و وجهه قد غطته الكدمات مع ندبة كييرة خطت من أسفل عينيه حتى نهاية وجهه.

patheticحيث تعيش القصص. اكتشف الآن