- باب : شـجرة الخـلد
كما ذكرنا سابقاً لمصطلح كلمة (الشجره ) وما تحمل في طياتها معاني مختلفة ، سنشير لموضع آخر ذكر اسم (الشجره) وهذه الشجره تنص لمعاني وأحداث اخرى
ومن عناوين الشجرة (شجرة الخلد ) الشجرة المحرمة التي لايمكن الأقتراب منها عنوة لما فيها من أسرار ولايمكن معرفة كنه الشجرة الا بأمر الله تعالى ... إذًا ما هذه الشجره ؟
لنبدأ ببيان هذه الشجره من الكتاب الكريم وتوضيح معناها استدلالًا من أحاديث اهل البيت الكرام
بسم الله الرحمن الرحيم
(وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَـٰذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ)/سورة البقرة
وقبل توضيح الآيه هناك أحداث كثيره كانت قبل دخول آدم وحواء الى الجنه ،منها أمر السجود لنطوف قليلا حول أمر السجود ونفهم بعض الأحداث
في بادئ الامر ان الله تعالى بعد تهيئة آدم عليه السلام وصورهُ ونفخ فيه من روحه وأمر الملائكه للسجود له والسجود هو طاعة أمره و معرفة حقه الذي اختاره الله تعالى ووكله خليفة على أرضه ،
ولكن للسجود عنوان آخر وهو اكراماً وتقديساً لما أودعه الله تعالى في صلبه من النور العلوي وهذا النور هم (محمد وفاطمه وعلي عليهم افضل الصلاة والسلام ) لأن آدم هو الوعاء الذي هيئه الله تعالى لحمل هذه الوديعه
وقد أوردنا بعض الاحاديث عن هذا الموضوع في (فصل المجموعة المختارة - هم أنوار قبل الأبدان )
ولبيان أنوار الأصلاب الشامخه في صلب آدم وهو وعاء لهم وأمر السجود له تقديس لما يحمل في صلبه
:عن علي بن الحسين (عليهما السلام) عن آبائه عن رسول الله قال:
يا عباد الله ان آدم لما رأى النور ساطعا من صلبه إذ كان الله قد نقل أشباحنا من ذروة العرش إلى ظهره، رأى النور ولم يتبين الأشباح فقال: يا رب ما هذه الأنوار؟ قال الله عز وجل: أنوار أشباح نقلتهم من أشرف بقاع عرشي إلى ظهرك، ولذلك أمرت الملائكة بالسجود لك إذ كنت وعاء لتلك الأشباح . /بحار الانوار
نفهم ان سجود الملائكة لأدم طاعةً وإكراما لإنه سيحمل في صلبه الأصلاب الشامخه النورانية العلويه من اهل البيت الكرام عليهم أفضل الصلاة والسلام على الهيئة البشريه النورانية وهم انوار لاهوتيه قبل ان يكونوا في الناسوتية (البشرية) .
فأطاعوه وأقروا جميع الملائكه الا أبليس وابليس كان اسمه في وقتها (الحارث ) وكان مع الملائكه في حين إنه لم يكن من صنف الملائكة ولكن يتصف بصفاتهم بالطاعه والعباده فاشتمل وصفه مع الملائكه ولكن ليس بالأصالة إنما بالتقييم
ومعنى اسم الملائكه من المَلك والأملاك موكل لا يعصي امر الله؛
:عن الامام الصادق عليه السلام قال : أن الملائكة كانوا يحسبون أن إبليس منهم، وكان في علم الله أنه ليس منهم فاستخرج ما في نفسه من الحمية فقال: (خلقتني من نار وخلقته من طين)./ميزان الحكمة
و أبليس عندما عصى الله تعالى في أمره نعته أنه من الجن ولان حقيقة اصله من الجن .
كما في قوله تعالى (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ )./سورة الكهف
هنا النداء والأمر لجميع الملائكه دون إضافة اي وصف آخر
-واذ قلنا للملائكة أسجدوا - ولم يذكر في كتابه الكريم -واذ قلنا للملائكة ولأبليس اسجدوا- .
ابليس لم يطع أمر ربه بسجوده لآدم لأنه قاس نفسه بآدم
لذالك نزع منه لقب المَلَك وسمي أبليس على أثره وابليس احد معانيه ( اليائس ) اي ابلس من رحمة الله ؛
:عن الإمام الصادق عليه السلام أن إبليس قاس نفسه بآدم فقال: خلقتني من نار وخلقته من طين، فلو قاس الجوهر الذي خلق الله منه آدم بالنار كان ذلك أكثر نورا وضيئا من النار. /تفسير الصافي
