الفصل : معرفة الأمام بالنورانية ٧

3 0 0
                                    

-الفصل السابع : معرفة الأمام بالنورانية

في هذا الفصل سنشير لحديث جوهرة نادره اقرأه وتمعن به جيدا فكل حرف من حروفه نور على نور وكل كلمة منه تعتلي معاني و أسرار، ومضمون الحديث هو المعرفه النورانية للأمام علي ابن ابي طالب عليه السلام  ؛
وهذا الحديث ملخص الكثير والكثير من معاني الكلام .
لنطوف حول الحديث النوراني ومعانيه العلويه ——— 
: حديث المعرفة النورانية
روي عن محمد بن صدقة أنه قال: سأل أبو ذر الغفاري سلمان الفارسي رضي الله عنهما يا أبا عبد الله ما معرفة الامام أمير المؤمنين (عليه السلام) بالنورانية؟ قال: يا جندب فامض بنا حتى نسأله عن ذلك، قال: فأتيناه فلم نجده.
قال: فانتظرناه حتى جاء قال صلوات الله عليه: ما جاء بكما؟ قالا جئناك يا أمير المؤمنين نسألك عن معرفتك بالنورانية ؛ قال صلوات الله عليه: مرحبا بكما من وليين متعاهدين لدينه لستما بمقصرين، لعمري أن ذلك الواجب على كل مؤمن ومؤمنة، ثم قال صلوات الله عليه: يا سلمان ويا جندب قالا: لبيك يا أمير المؤمنين، قال (عليه السلام): إنه لا يستكمل أحد الايمان حتى يعرفني كنه معرفتي بالنورانية فإذا عرفني بهذه المعرفة فقد امتحن الله قلبه للايمان وشرح صدره للاسلام وصار عارفا مستبصرا، ومن قصر عن معرفة ذلك فهو شاك ومرتاب، يا سلمان ويا جندب قالا: لبيك يا أمير المؤمنين، قال (عليه السلام): معرفتي بالنورانية معرفة الله عز وجل
ومعرفة الله عز وجل معرفتي بالنورانية ؛ وهو الدين الخالص الذي قال الله تعالى:
(وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)
يقول: ما أمروا إلا بنبوة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو الدين الحنيفية المحمدية السمحة، وقوله: ( وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ ) فمن أقام ولايتي فقد أقام الصلاة وإقامة ولايتي صعب مستصعب لا يحتمله إلا ملك مقرب أو نبي مرسل أو عبد مؤمن امتحن الله قلبه للايمان.
فالملك إذا لم يكن مقربا لم يحتمله، والنبي إذا لم يكن مرسلا لم يحتمله والمؤمن إذا لم يكن ممتحنا لم يحتمله، قلت: يا أمير المؤمنين من المؤمن وما نهايته وما حده حتى أعرفه؟ قال (عليه السلام): يا أبا عبد الله قلت: لبيك يا أخا رسول الله، قال:
المؤمن الممتحن هو الذي لا يرد من أمرنا إليه بشئ إلا شرح صدره لقبوله ولم يشك ولم يرتب .
اعلم يا أبا ذر أنا عبد الله عز وجل وخليفته على عباده لا تجعلونا أربابا وقولوا في فضلنا ما شئتم فإنكم لا تبلغون كنه ما فينا ولا نهايته، فان الله عز وجل قد أعطانا أكبر وأعظم مما يصفه وأصفكم أو يخطر على قلب أحدكم فإذا عرفتمونا هكذا فأنتم المؤمنون.
قال سلمان: قلت: يا أخا رسول الله ومن أقام الصلاة أقام ولايتك؟ قال:نعم يا سلمان تصديق ذلك قوله تعالى في الكتاب العزيز:
(وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ) فالصبر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) والصلاة إقامة ولايتي، فمنها قال الله تعالى: (وإنها لكبيرة ) ولم يقل: وإنهما لكبيرة لان الولاية كبيرة حملها إلا على الخاشعين، والخاشعون هم الشيعة المستبصرون، وذلك لان أهل الأقاويل من المرجئة والقدرية والخوارج وغيرهم من الناصبية يقرون لمحمد (صلى الله عليه وآله) ليس بينهم خلاف وهم مختلفون في ولايتي منكرون لذلك جاحدون بها إلا القليل.وهم الذين وصفهم الله في كتابه العزيز فقال (وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ ) وقال الله تعالى في موضع آخر في كتابه العزيز في نبوة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وفي ولايتي فقال عز وجل: (وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ ) فالقصر محمد والبئر المعطلة ولايتي عطلوها وجحدوها، ومن لم يقر بولايتي لم ينفعه الاقرار بنبوة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ألا إنهما مقرونان.
وذلك أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نبي مرسل وهو إمام الخلق، وعلي من بعده إمام الخلق ووصي محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، كما قال له النبي (صلى الله عليه وآله): -أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي -
وأولنا محمد وأوسطنا محمد وآخرنا محمد،
فمن استكمل معرفتي فهو على الدين القيم كما قال الله تعالى: (وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ) . وسأبين ذلك بعون الله وتوفيقه.
يا سلمان ويا جندب قالا: لبيك يا أمير المؤمنين صلوات الله عليك. قال: كنت أنا ومحمد نورا واحدا من نور الله عز وجل، فأمر الله تبارك وتعالى ذلك النور أن يشق فقال للنصف: كن محمدا وقال للنصف: كن عليا، فمنها قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم):
علي مني وأنا من علي ولا يؤدي عني إلا علي ؛وقد وجه أبا بكر ببراءة إلى مكة فنزل جبرئيل (عليه السلام) فقال: يا محمد قال: لبيك، قال: ان الله يأمرك أن تؤديها أنت أو رجل عنك، فوجهني في استرداد أبي بكر فرددته فوجد في نفسه وقال: يا رسول الله أنزل في القرآن؟ قال: لا ولكن لا يؤدي إلا أنا أو علي.
يا سلمان ويا جندب قالا: لبيك يا أخا رسول الله، قال (عليه السلام): من لا يصلح لحمل صحيفة يؤديها عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كيف يصلح للإمامة؟ يا سلمان ويا جندب فأنا ورسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كنا نورا واحدا صار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) محمد المصطفى، وصرت أنا وصيه المرتضى، وصار محمد الناطق، وصرت أنا الصامت، وإنه لا بد في كل عصر من الاعصار أن يكون فيه ناطق وصامت، يا سلمان صار محمد المنذر وصرت أنا الهادي، وذلك قوله:
عز وجل: (إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ ۖ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ ) فرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) المنذر وأنا الهادي.
(اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَىٰ وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ ۖ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ (8) عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ (9) سَوَاءٌ مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ (10) لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّة)
قال: فضرب (عليه السلام) بيده على الأخرى وقال: صار محمد صاحب الجمع وصرت أنا صاحب النشر، وصار محمد صاحب الجنة وصرت أنا صاحب النار، أقول لها:
خذي هذا وذري هذا، وصار محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) صاحب الرجفة وصرت أنا صاحب الهدة وأنا صاحب اللوح المحفوظ ألهمني الله عز وجل علم ما فيه.
نعم يا سلمان ويا جندب وصار محمد يس والقرآن الحكيم، وصار محمد ن والقلم، وصار محمد طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى، وصار محمد صاحب الدلالات، وصرت أنا صاحب المعجزات والآيات، وصار محمد خاتم النبيين وصرت أنا خاتم الوصيين، وأنا الصراط المستقيم وأنا النبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون ؛ولا أحد اختلف إلا في ولايتي، وصار محمد صاحب الدعوة وصرت أنا صاحب السيف، وصار محمد نبيا مرسلا وصرت أنا صاحب أمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال الله عز وجل: (يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَىٰ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ) وهو روح الله لا يعطيه ولا يلقي هذا الروح إلا على ملك مقرب أو نبي مرسل أو وصي منتجب، فمن أعطاه الله هذا الروح فقد أبانه من الناس وفوض إليه القدرة وأحيى الموتى وعلم بما كان وما يكون وسار من المشرق إلى المغرب ومن المغرب إلى المشرق في لحظة عين، وعلم ما في الضمائر والقلوب وعلم ما في السماوات والأرض.
يا سلمان ويا جندب وصار محمد الذكر الذي قال الله عز وجل: (قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (10) رَّسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ ) .
إني أعطيت علم المنايا والبلايا وفصل الخطاب، واستودعت علم القرآن وما هو كائن إلى يوم القيامة، ومحمد (صلى الله عليه وآله وسلم) أقام الحجة حجة للناس، وصرت أنا حجة الله عز وجل، جعل الله لي ما لم يجعل لاحد من الأولين والآخرين لا لنبي مرسل ولا لملك مقرب.
يا سلمان ويا جندب قالا: لبيك يا أمير المؤمنين، قال (عليه السلام): أنا الذي حملت نوحا في السفينة بأمر ربي، وأنا الذي أخرجت يونس من بطن الحوت باذن ربي وأنا الذي جاوزت بموسى بن عمران البحر بأمر ربي، وأنا الذي أخرجت إبراهيم من النار باذن ربي، وأنا الذي أجريت أنهارها وفجرت عيونها وغرست أشجارها باذن ربي.
وأنا عذاب يوم الظلة، وأنا المنادي من مكان قريب قد سمعه الثقلان: الجن والإنس وفهمه قوم. إني لاسمع كل قوم الجبارين والمنافقين بلغاتهم وأنا الخضر عالم موسى وأنا معلم سليمان بن داود وأنا ذو القرنين وأنا قدرة الله عز وجل.
يا سلمان ويا جندب ؛ أنا محمد ومحمد أنا وأنا من محمد ومحمد مني قال الله تعالى: (مَرَجَ البَحرَينِ يَلتقِيَانِ بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ) .
يا سلمان ويا جندب قالا: لبيك يا أمير المؤمنين، قال:
إن ميتنا لم يمت وغائبنا لم يغب وإن قتلانا لن يقتلوا.
يا سلمان ويا جندب قالا: لبيك صلوات الله عليك، قال: (عليه السلام): أنا أمير كل مؤمن ومؤمنة ممن مضى وممن بقي، وأيدت بروح العظمة، وإنما أنا عبد من عبيد الله لا تسمونا أربابا وقولوا في فضلنا ما شئتم فإنكم لن تبلغوا من فضلنا كنه ما جعله الله لنا، ولا معشار العشر. لأنا آيات الله ودلائله، وحجج الله وخلفاؤه وامناؤه وأئمته، ووجه الله وعين الله ولسان الله، بنا يعذب الله عباده وبنا يثيب ومن بين خلقه طهرنا واختارنا واصطفانا، ولو قال قائل: لم وكيف وفيم؟ لكفر وأشرك، لأنه لا يسأل عما يفعل وهم يسألون.
يا سلمان ويا جندب قالا: لبيك يا أمير المؤمنين صلوات الله عليك، قال (عليه السلام):(من آمن بما قلت وصدق بما بينت وفسرت وشرحت وأوضحت ونورت وبرهنت فهو مؤمن ممتحن امتحن الله قلبه للايمان وشرح صدره للاسلام وهو عارف مستبصر قد انتهى وبلغ وكمل، ومن شك وعند وجحد ووقف وتحير وارتاب فهو مقصر وناصب)
يا سلمان ويا جندب، قالا: لبيك يا أمير المؤمنين صلوات الله عليك، قال (عليه السلام):أنا أحيي وأميت باذن ربي، أنا أنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم باذن ربي، وأنا عالم بضمائر قلوبكم والأئمة من أولادي (عليهم السلام) يعلمون ويفعلون هذا إذا أحبوا وأرادوا لأنا كلنا واحد، أولنا محمد وآخرنا محمد وأوسطنا محمد وكلنا محمد فلا تفرقوا بيننا، ونحن إذا شئنا شاء الله وإذا كرهنا كره الله، الويل كل الويل لمن أنكر فضلنا وخصوصيتنا، وما أعطانا الله ربنا لان من أنكر شيئا مما أعطانا الله فقد أنكر قدرة الله عز وجل ومشيته فينا.
يا سلمان ويا جندب، قالا: لبيك يا أمير المؤمنين صلوات الله عليك، قال (عليه السلام):لقد أعطانا الله ربنا ما هو أجل وأعظم وأعلى وأكبر من هذا كله قلنا: يا أمير المؤمنين ما الذي أعطاكم ما هو أعظم وأجل من هذا كله؟ قال: قد أعطانا ربنا عز وجل علمنا للاسم الأعظم الذي لو شئنا خرقت السماوات والأرض والجنة والنار ونعرج به إلى السماء ونهبط به الأرض ونغرب ونشرق وننتهي به إلى العرش فنجلس عليه بين يدي الله عز وجل ويطيعنا كل شئ حتى السماوات والأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب والبحار والجنة والنار، أعطانا الله ذلك كله بالاسم الأعظم الذي علمنا وخصنا به، ومع هذا كله نأكل ونشرب ونمشي في الأسواق ونعمل هذه الأشياء بأمر ربنا ونحن عباد الله المكرمون الذين لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون.
وجعلنا معصومين مطهرين وفضلنا على كثير من عباده المؤمنين، فنحن نقول:الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله وحقت كلمة العذاب على الكافرين، أعني الجاحدين بكل ما أعطانا الله من الفضل والاحسان، يا سلمان ويا جندب فهذا معرفتي بالنورانية فتمسك بها راشدا فإنه لا يبلغ أحد من شيعتنا حد الاستبصار حتى يعرفني بالنورانية فإذا عرفني بها كان مستبصرا بالغا كاملا قد خاض بحرا من العلم، وارتقى درجه من الفضل، واطلع على سر من سر الله، ومكنون خزائنه ../ بحار الانوار (باب نادر)
(أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ ).....
فما خُلقنا الا للمعرفة وما تنزلنا إلا للمعرفة وما ارتقائنا الا بالمعرفة
فالهدف الاساسي وأصل كل شيء هو طريق المعرفه والسباق بين العباد من أجل معرفه نعيم الولايه ومعرفة ماتخلفنا عنه وأنكرناه في عالم الأظله .
:عن أبي يوسف البزاز قال: تلا أبو عبد الله عليه السلام هذه الآية: (واذكروا آلاء الله ) قال: أتدري ما آلاء الله؟ قلت: لا، قال:
(هي أعظم نعم الله على خلقه وهي ولايتنا). /الكافي
المعرفه وكل المعرفه بمعرفه أمر ولايه أمير المؤمنين .
فليتنافس المتنافسين من أجل معرفة الولاية وختامها مسك .
أفضل العباده المعرفه فمعرفة الله تعالى لاتكون الا بمعرفه الامام ومعرفه الامام هو الوصل الموصل لمعرفه الله تعالى
ومن دون التفكر او الغوص في سبيل تحقيق مضمون معناها فكأنك ميت بل كالأنعام بل أضل سبيل ... فمن دون معرفه الولايه وأمير الولايه والإقرار به فأنت بمرتبة الضلال والضياع والخساره  .

معرفة امير المؤمنين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن