الفصل : حديث الأنفس ومـعرفة النفس٦

4 0 0
                                    

-الفصل السادس  :معرفة الأنفس ومضمون النفس

بسم الله الرحمن الرحيم
(وَنَــفْس وَمَا سَوَّاهَا. فَأَلْهَـمَهَا فُـجُورَهَا وَتَـقْوَاهَا. قَدْ أَفْــلَحَ مَن زَكَّاهَــا. وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَــا)/ سورة الشمس
منظومة النفس ماهي وما صفاتها ومنهج سلوكها .
بالرغم ان سر النفس من الأسرار التي لايحتمل فهمها أغلبيه العقول لانها معقده ومافيها من غوامض ولأنها لاتحمل معنى او طابع واحد انما لها عده مسائل وتعريفات وخصائص ووظائف ومراتب ولها اتجاهات وآراء مختلفه بين الطابع العقائدي والطابع الفلسفي والعلمي ؛
والنفس ليست كالروح فالكل منهما منشأ وخصائص ،النفس بها الأدراك والتمييز ، والروح بها التأييد والتدبير ؛
وسنتطرق لمفهوم الروح قليلا وعلاقتها مع النفس ...
- باب : الروح .
الروح من أمر ربها من عالم الأمر، (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا )/الاسراء
والروح مخلوق ملكوتي لاهوتي ولا يمكن الوصول لمفهوم أصل مكنون جوهرته إلا بصور بسيطه   .
و الروح كيان علوي مؤيد للطاعه والعمل به ؛و الروح مؤيده  بالنور اي الروح من النور العلوي .
:عن أبي بصير وأبي الصباح الكناني قالا: قلنا لأبي عبد الله (ع): جعلنا الله فداك قوله تعالى (وكذلك أوحينا إليك روحا من أمرنا ما كنت تدري ما الكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نورا نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم) قال: يا أبا محمد الروح خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل (ع) كان مع رسول الله (ص) يخبره ويسدده وهو مع الأئمة (عليهم السلام) يخبرهم ويسددهم./ينابيع المعاجز

أما الأرواح من عالم الأرواح مخلوقة قبل الأجساد بألفي عام ..فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف ؛ فنحن ارواح قبل ان نكون في أجساد مادية من تكوين الطينه .
والروح تنقسم لعدة معاني وأحوال وصفات مختلفه فهي ليست بمعنى واحد وتنقسم الروح لعدة حالات  تؤيد بها الانسان وسنأتي لتبيانها .
؛ ولها أحوال (حاله ) تقتضي في شؤونها  كما للأنسان احوال مثل المرض والصحه والنوم واليقظة والحياة والموت
:عن امير المؤمنين عليه السلام قال عن أحوال الروح : (الروح فحياتها علمها، وموتها جهلها، ومرضها شكها، وصحتها يقينها، ونومها غفلتها، ويقظتها حفظها )/التوحيد

والروح المؤيده للأنسان تنقسم لعدة مراتب ...
:عن جابر قال سألت أبا جعفر عليه السلام عن الروح قال :يا جابر ان الله خلق الخلق على ثلث طبقات وأنزلهم ثلث منازل وبين ذلك في كتابه حيث قال (وأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة والسابقون السابقون أولئك المقربون )؛فاما ما ذكر من السابقين فهم أنبياء مرسلون وغير مرسلين جعل الله فيهم خمسة أرواح روح القدس وروح الايمان وروح القوة وروح الشهوة وروح البدن وبين ذلك في كتابه حيث قال تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كل الله ورفع بعضهم درجات واتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ثم قال في جميعهم وأيدهم بروح منه فبروح القدس بعثوا أنبياء مرسلين وغير مرسلين وبروح القدس علموا جميع الأشياء وبروح الايمان عبدوا الله ولم يشركوا به شيئا وبروح القوة جاهدوا عدوهم وعالجوا معايشهم و بروح الشهوة أصابوا لذة الطعام ونكحوا الحلال من النساء وبروح البدن يدب ويدرج ؛واما ما ذكرت من أصحاب الميمنة فهم المؤمنون حقا جعل فيهم أربعة أرواح روح الايمان وروح القوة وروح الشهوة وروح البدن ولا يزال العبد مستعملا بهذه الأرواح الأربعة حتى يهم بالخطيئة فإذا هم بالخطيئة زين له روح الشهوة وشجعه روح القوة وقاده روح البدن حتى يوقعه في تلك الخطيئة فإذا لامس الخطيئة انتقص من الايمان وانتقص الايمان منه فان تاب تاب الله عليه وقد يأتي على العبد تارات ينقص منه بعض هذه الأربعة وذلك قول الله تعالى (ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم بعد علم شيئا) فتنتقص روح القوة ولا يستطيع مجاهدة العدو ولا معالجة المعيشة وينتقص منه روح الشهوة فلو مرت به أحسن بنات آدم لم يحن إليها وتبقى فيه روح الايمان ورح البدن فبروح الايمان يعبد الله وبروح البدن يدب ويدرج حتى يأتيه ملك الموت ؛ واما ما ذكرت أصحاب المشئمة فمنهم أهل الكتاب قال الله تبارك وتعالى (الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبنائهم وان فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ) ؛عرفوا رسول الله صلى الله عليه وآله والوصي من بعده وكتموا ما عرفوا من الحق بغيا وحسدا فيسلبهم روح الايمان وجعل لهم ثلاثة أرواح روح القوة وروح الشهوة و روح البدن ثم أضافهم إلى الانعام فقال إن هم الا كالانعام بل هم أضل سبيلا لان الدابة إنما تحمل بروح القوة وتعتلف بروح الشهوة ويسير بروح البدن. ..)/بصائر الدرجات
أذا من بيان هذه الروايه ان للأنسان ارواح مؤيده له ولها مراتب ولكل منها عمل ومهمه وتنقسم لأربع اقسام .
١-روح الأيمان وهي كقوة مؤيده وملهمه بالمعرفة والعباده
٢-روح القوه وهي كقوة مؤيده للتحمل والقوه والإرادة
٣-روح الشهوه وهي كقوة مؤيده بتلذذ النعم والغرائز
٤-روح البدن وهي كقوة مؤيده على دب وحركة الانسان

معرفة امير المؤمنين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن