الفصل: حديث الحقيقة

2 0 0
                                    

-الفصل : حديث الحقيقة

حديث الحقيقة : عن كميل بن زياد سأل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن الحقيقة ... فقال: ما لك والحقيقة ؟
فقال: أو لست صاحب سرك؟
فقال (عليه السلام): بلى، ولكن يرشح عليك ما يطفح مني.
فقال كميل: أو مثلك يخيب سائلاً؟
فقال : الحقيقة كشف سبحات الجلال من غير إشارة.
فقال: زدني بياناً.
فقال (عليه السلام): محو الموهوم مع صحو المعلوم.
فقال: زدني بياناً.
فقال (عليه السلام): هتك الستر لغلبة السر.
فقال: زدني بياناً.
فقال (عليه السلام): جذب الأحدية بصفة التوحيد.
قال: زدني بياناً.
قال (عليه السلام): نور يشرق من صبح الأزل فيلوح على هياكل التوحيد آثاره.
قال: زدني بياناً.
قال: أطفئ السراج فقد طلع الصباح. /كتاب جامع الأسرار /منبع الأنوار

هذا الحديث العجيب هو من الاسرار الذي لايمكن الوصول لحقيقة معناه او ماكان يقصد كميل (بالحقيقة ) عن اي حقيقه كان يريد كميل ان يفهم  !
هل هي حقيقة التوحيد أم حقيقة مكنون الولايه ام حقيقة العالم العلوي أم حقيقة التجلي حقيقة اهل البيت الحقيقه العلويه ام كانت الحقيقه هي المعنى الشامل لكل الحقائق ؛
بمكنون سؤال كميل عن الحقيقه طفح معاني كثيره لايمكن الوصول لأساس مفهوم كلماتها وجوهر سرها إلا بصورة مقربه  او بأمثله بسيطه لانه هذه الحديث حوارية فلسفية  عميقه معقده ؛
ولكن هذا الحديث يثير دفائن العقول وليس مغزى الحديث هو خاص بكميل إنما هو كنز أعطاه وكشفه المولى لكل طالب باحث عن الحقيقة ويريد ان يتذوق جمال معانيها بكل الجهات وليسلك السالك سبيل المعرفه بالسؤال والبحث والدراية .

اذاً يمكن تقريب كلمات هذا الحديث بأبسط معانيه ؛ بالرغم ان لكل مقطع من هذا الحديث اشاره ويحمل أسرار فلسفية صعبه الادراك والفهم بعقولنا البسيطة ولكن هذا الحديث هو تجلي لحقيقة المعرفة ..
وقبل البدأ بمعاني كلمات الحديث ؛
لنقف عند الكلمات الأولى من مقاطع الحديث للمولى عز عزه
(كشف ؛ محو ؛ هتك ؛ جذب ؛ نور ؛أطفئ )
فهذه العبارات السته مرتبطه مع بعضها وجاءت كترتيب لتبيان الحقيقه التي سأل عنها كميل ؛
وعلى طالب العلم لمعرفة مالحقيقة والحقيقة (أغرب من الخيال ) عليه كشف سبحات النور أولاً ومحو الموهوم عنها وهتك الستر لغاية المعرفه والولوج في جذب معناها لتنير وتشرق جوهرة الحقيقة وتتجلى فلا تحتاج للسراج (السؤال ) بعدها فهذا نهاية المطالب .

:(الحقيقة كشف سبحات الجلال من غير إشارة.)
من هذه العباره يمكن ان نفهم ان الولوج للحقيقة هو ان تكشف انوار الجلال اي أسرار حقيقة حجب الجلال وذالك بالمعرفة والادراك .

ومعنى السبحات هي الحجاب هل نستطيع كشف سبحات  الجلال من أجل معرفة الحقيقه ... لله تعالى  (سَبْعِينَ أَلْفَ حِجَابٍ، حِجَابٌ مِنْ ظُلْمَةٍ لَا يَنْفُذُهَا شَيْءٌ، وَحِجَابٌ مِنْ نُورٍ لَا يَنْفُذُهَا شَيْءٌ، وَحِجَابٌ مِنْ مَاءٍ لَا يَسْمَعُ حَسِيسَ ذَلِكَ الْمَاءِ شَيْءٌ إِلَّا خُلِعَ قَلْبُهُ، إِلَّا مَنْ يَرْبِطُ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ.)
فالحقيقه صعبة المراد
فالحقيقه هي كشف سبحات الجلال من غير أشاره  أو علامة والحقيقة فقط  تكشف لطالب الحقيقه السالك في درب الحقائق المغيبات ؛ و لاينالها الا الذي ربط الله على قلبه (قلب المؤمن )
(من اتى الله بقلب سليم ) .
وكما قلنا سابقا ان الحديث الصعب المستصعب لايتحمله الا مؤمن امتحنه الله قلبه ؛ المؤمن قلبه أجرد فيه مثل السراج يزهر .
والمراد من الكلام ان كشف سبحات الجلال من أجل الحقيقه لا يخترقه الا قلب المؤمن بتسليم واليقين .

معرفة امير المؤمنين حيث تعيش القصص. اكتشف الآن