-الفصل الثامن : الولاية التكوينية
بسم الله الرحمن الرحيم
( هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ ۚ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا )/سورة الكهف
الولاية التكوينيه لآل البيت الكرام عليهم افضل الصلاة والسلام
أولًا علينا ان نفهم ان معنى الولايه هي الولاء والتولي لزمام الأمور والمهام والقائم عليها له حق الطاعه ؛ والولايه تتجلى بالقدرة والتمكين والتكليف .
والولايه التكوينيه هي المنصب والسلطه على كل ماكان ومايكون في أي شيء كائن في الوجود وهي الولايه المطلقه ؛
فالولاية مرتبه لايمكن ان يتولاها او يتسلمها أي أحد كان ؛ فالولاية كالأمانة ثقيله جدا وصعبه وقوانين الولايه التكوينية لها شروط معقده ولا يمكن الوصول لهذه المكانه او الرتبه غير اسيادها .
ولأهل البيت الكرام هذه المكانه وهذه الرتبه فهم أولياء الله تعالى وهم المفوضين لأمره وهم يتصرفون كما يشاؤون وكما يشاء ربهم مشيئتهم من مشيئة الله تعالى .
(عِبَادٌ مُكْرَمُونَ ؛ لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ)/الانبياء
الولايه هي الركيزة الأساسية لمبدأ أهل البيت الكرام وهي أصل منبع الرسالة الكونيه ؛
ومن الدلالات الثابته على ان اهل البيت هم اصحاب الولاية التكوينية ولهم الأفضلية على جميع الخلق ——
لأنهم أول خُلق الله تعالى وأشراف الخلق وهم العاملون بأمره وبهم عُرف اللة فهم الدليل أليه ..وهم مُلاك اسم الله الأعظم .
-عن جابر، عن أبي جعفرعليه السلام قال: ( إنّ اسم الله الأعظم على ثلاثة وسبعين حرفاً وإنّما كان عند آصف منها حرف واحد فتكلّم به فخسف بالأرض ما بينه وبين سرير بلقيس حتى تناول السرير بيده ثم عادت الأرض كما كانت أسرع من طرفة عين، ونحن عندنا من الاسم الأعظم اثنان وسبعون حرفاً، وحرف واحد عند الله تعالى استأثر به في علم الغيب عنده، ولا حول ولا قوّة إلّا بالله العلي العظيم) /الكافي
...أن آصف بن برخيا كان قادر على ان ينقل عرش بطرفه عين وهو لايمتلك الا حرف واحد وله من علم الكتاب : ﴿قَالَ الَّذِى عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتَاب﴾.
فكيف بأهل البيت الكرام المعصومين وهم يمتلكون علم الكتاب بل هم أهل الكتاب .
-عن مولانا الباقر (عليه السّلام) في الآية الكريمة : (قُلْ كَفَى بِاللّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ ). قال : (إيّانا عنى ، وعليّ (عليه السّلام) أوّلنا وأفضلنا وخيرنا بعد النبيّ (صلّى الله عليه وآله) ./الكافي
-مقطع من زياره الامام الحسين (عليه السلام) المطلقه الاولى
(..... من أراد الله بدأ بكم، بكم يبين الله الكذب، وبكم يباعد الله الزمان الكلب، وبكم فتح الله وبكم يختم الله، وبكم يمحو الله ما يشاء وبكم يثبت، وبكم يفك الذل من رقابنا، وبكم يدرك الله ترة كل مؤمن يطلب، وبكم تنبت الأرض أشجارها، وبكم تخرج الأشجار أثمارها وبكم تنزل السماء قطرها ورزقها، وبكم يكشف الله الكرب، وبكم ينزل الله الغيث وبكم تسبح الله الأرض التي تحمل أبدانكم وتستقل جبالها على مراسيها، إرادة الرب في مقادير أموره تهبط إليكم، وتصدر من بيوتكم،..) ./الكافي
بيان -[وبكم يدرك الله - ترة - كل مؤمن يطلب ] أي [دم كل مؤمن لم يؤخذ له القصاص] .
