- الفصل الرابع : مختطفات عن (آدم وحواء ) و (أبليس والشيطان)
بعد الحديث عن قصة شجره الخلد لنأخذ مختطفات مختصره عن معرفة آدم وحواء - وأبليس ومن هو الشيطان
ونربط بعض المواضيع والغايه منه الفهم والتبحر في أعماق اسرار الكتاب الكريم وما سنورد من احاديث اهل البيت الكرام التي لايستغنى عن مداد نور العلم منهم .
أ- (خلق حواء من طينة آدم ) ...
: العياشي عن عمرو بن أبي المقدام عن أبيه، قال: سألت أبا جعفر (ع): من أي شيء خلق الله حواء؟ فقال: أي شيء يقول هذا الخلق؟ قلت: يقولون إن الله خلقها من ضلع من أضلاع آدم، فقال: كذبوا ... كان يعجزه أن يخلقها من غير ضلعه فقلت: جعلت فداك يا ابن رسول الله، من أي شيء خلقها؟ فقال أخبرني أبي عن آبائه (ع) قال :قال رسول الله: إن الله تبارك وتعالى قبض قبضة من طين فخلطها بيمينه، وكلتا يديه يمين، فخلق منها آدم، وفضلت فضلة من الطين فخلق منها حواء ..)
:في صحيحة زرارة قال سئل أبو عبد الله عليه السلام عن خلق حواء، وقيل له: إن أناسا عندنا يقولون أن الله تعالى خلق حواء من ضلع آدم الأيسر الأقصى؟ فقال (عليه السلام): إذن آدم كان ينكح بعضه بعضا إذا كانت من ضلعه ما لهؤلاء .. حكم الله بيننا وبينهم.. )/علل الشرائع
ومن هذا الحديث وضح أهل البيت الكرام عليهم السلام إن موضوع خلق حواء من ضلع آدم كذبه وبهتان عظيم إنما خلقها من فاضل طينته أي من طينة آدم التي كونها فأخذ منها وخلق حواء وليس من ضلعه ؛وعلى أساس مبدأ أنها خلقت من ضلعه قد يكون المراد منه من طينة ضلعه فضله خلقت منها حواء فكانت له زوج وسند .
إذا فهمنا من فاضل طينة أبينا آدم خلقت أمنا حواء .
وقد يسأل سائل ماهو مكنون الطينه .؟!
الطينه هي الماده التي منها خلق الانسان المادي وتصويره بأجساد مادية بعد ان كانوا أرواح فنحن ذات أرواح قبل ان نكون بأجساد ماديه و تكوينها من مادة الطينه (وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ ) /السجدة
ولا نعلم ماهي مكونات هذه الطينه ؛ بالرغم ان الابحاث العلميه في صدد هذه الموضوع لأهميته الكبيره ودراسة كيفيه مكونات ونشأت تكوين الأنسان .
ولكن لن نستطيع الوصول لمعرفة أصل مكونات الطينه وماهي هيئة الطينه ومكنوناتها الذي نشأ منها آدم وكان بني آدم منه الا بصورة بسيطه
ولكن الامام علي (عليه السلام ) بإحدى خطبه وصف من اي شيء كان أساس الطينه وكيف تكونت
:مقطع من الخطبه قائلا : (ثُمَّ جَمَعَ سُبْحَانَه مِنْ حَزْنِ الأَرْضِ وسَهْلِهَا، وعَذْبِهَا وسَبَخِهَا، تُرْبَةً سَنَّهَا بِالْمَاءِ حَتَّى خَلَصَتْ، ولَاطَهَا بِالْبَلَّةِ حَتَّى لَزَبَتْ، فَجَبَلَ مِنْهَا صُورَةً ذَاتَ أَحْنَاءٍ ووُصُولٍ وأَعْضَاءٍ، وفُصُولٍ أَجْمَدَهَا حَتَّى اسْتَمْسَكَتْ، وأَصْلَدَهَا حَتَّى صَلْصَلَتْ لِوَقْتٍ مَعْدُودٍ وأَمَدٍ مَعْلُومٍ ثم نفخ فيها من روحه فمثلت إنسانا ذا أذهان يجيلها وفكر يتصرف بها، وجوارح يختدمها وأدوات يقلبها ،ومعرفة يفرق بها بين الحق والباطل والأذواق والمشام والألوان والأجناس معجوناً بطينة الألوان المختلفة والأشباه المؤتلفة والأضداد المتعادية والأخلاط المتباينة من الحر والبرد والبلة والجمود..)/نهج البلاغه
اذا انتبه مبدأ تكوين الأنسان من تراب الارض ومزجها مع الماء لتكون طينة فصورها ثم اصلدها (شديد الصلابة) حتى صلصلت فالصلصلة آخر مراحل جبل الطينه ثم نفخ فيها من روحه فمثلت انسان ذات حركة وفكرة ومعرفه ؛
ثم (تُرْبَةً سَنَّهَا بِالْمَاءِ حَتَّى خَلَصَتْ) ماهو نوع الماء ؟ كما وصفه اهل البيت في حديث شريف
:عن أبي جعفر عليه السلام قال: لو علم الناس كيف ابتدأ الخلق ما اختلف اثنان .إن الله عز وجل قبل أن يخلق الخلق، قال: كن ماء عذبا أخلق منك جنتي وأهل طاعتي، وكن ملحا أجاجا أخلق منك ناري وأهل معصيتي، ثم أمرهما فامتزجا فمن ذلك صار يلد المؤمن الكافر والكافر المؤمن، ثم أخذ طينة من أديم الأرض فعركه عركا شديدا فإذا هم كالذر يدبون، فقال لأصحاب اليمين: إلى الجنة بسلام وقال لأصحاب الشمال: إلى النار ولا أبالي .../الكافي
