جلس (باكستر) في حجرة القطار الدافئة عند حوالي السادسة تقريبًا. ويتواجد (كوك) في حقلٍ ما على بعد مئةِ ميل.
يزداد الليل في الشتاء حِلكةً وبرودة. تخترق الرياح ملابس (كوك) الرقيقة كطعناتِ سكِّين. إن (كوك) جائعٌ ومتعب جدًا، وبالكاد يشعر بذراعيه ورجليه من شدَّة البرودة. يريد أن يجد طعامًا وملابسَ جديدة، ومكانًا دافئًا في الارجاء. فكَّر في نفسه: ”لا بد أن أبدأ بالتحرك! لا يمكنني البقاء في هذا المكان والموت من البرد“.استيقظ (كوك) وبدأ بالمشي. يتسائل: ”أين أنا؟ في أي اتجاه أسير؟ هل أعود نحو السجن؟“. ولكن القمر يظهر من بين السحاب بعد عدة دقائق والآن يمكنه أن يرى بشكل أفضل. توقف للحظة ونظر حوله. فجأة يرى ضوءًا صغيرًا ليس ببعيد. ”ماذا يمكن أن يكون؟ لا أعتقد أنه قادمٌ من سيارة. لأنه لا يتحرك. من المؤكد أنه من منزلٍ ما“. يبدأ في السير نحوه. يزداد حجم الضوء أكثر وأكثر. اتضح له أنه منزل! يمكنه رؤية شكل السقف في الظلام.
بعد عشر دقائق وصل أمام المنزل. توقف لبرهة واختلس السمع. ”غريب، لا أستطيع سماع أي شيء، ولا حتى إذاعةً أو تلفاز، لكن لا بد من أن يكون شخصٌ بالداخل فإن هناك ضوءًا مفتوح!“ وفي تلك اللحظة خطر عليه شيءٌ فجأةً.
”في الغالب أن يكون هذا هو المنزل الوحيد الموجود على بعد أميال! والشرطة تعرف أنني سأكون هنا في مكان ما، وإذا ما فعلاً كانوا قريبين في مكانٍ ما هنا فهم في هذا المنزل، ينتظرونني“.
تجمَّد (كوك) في مكانه. وأصبحت الرياح أكثر برودة. تبدو قدميه ويديه كأنهما قطعتي جليد في الثلج. ”لا بد أن أجرب حظّي! عليّ ذلك! هذا هو المكان الوحيد الذي يمكن أن أجد فيه ملابس جافة وطعام“.