الرَّجل الّذي لاذَ بِالفِرَار! [الجزء الرّابع.]

11 1 2
                                    

يستمع (كوك) لعدة ثوانٍ ولكنه لا يسمع أي شيء على الإطلاق. رغم أنَّ هناك دخانٌ يتصاعد من المدخنة وضوءٌ في الغرفة الأمامية!  يتسائل: ”لماذا المكان هادئ جدًا؟ هل تنتظرني الشرطة في الداخل؟“. وأخيرًا قرر الذهاب إلى الباب الأمامي ودفعه، ولدهشته أنه وجده مفتوح! أخذ يخطو إلى الداخل بهدوء شديد، في الغرفة الأمامية توجد نارٌ مشتعلة في المدفأة. إنَّ الغرفة  نظيفة وصغيرة ودافئة جدًا. ولا يتواجد بها إلا القليل من الأثاث، هناك طاولة فقط مع كرسيَّان من الطراز القديم. توجد أيضًا بعض الصور على الرف فوق  مكانِ النَّار. قديمات ومُصفرَّات من أثر الزمن. أحدهما بها شابٌ يرتدي زي الحرب العالمية الأولى . هناك أيضًا بعض الصور الأخرى لنفس الرجل ومعه امرأة أيضًا.

فجأة يعتلي (كوك) شعورًا بأن هناك شخصًا آخر معاه في الغرفة. يستدير بسرعة ويمدُّ يده في جيبه حيث يتواجد فيه سكِّين صغير. يرى امرأةً عجوز.  تحمل طبقًا في يديها آتية منهُ رائحة  اللحوم والخضروات. لا يبدو على العجوز الخوف. تبادر بالقول؛ «آسفة» . وتضع الطبق على الطاولة.

  تقول مجددًا:  «أنا آسفة، لا أستطيع سماعك. فأنا صمَّاء. عندما يأتي الناسُ غالبًا ما يقرعون الباب، لكنني لا أسمعهم. أنا سعيدة لأنك هنا».
يحدق بها (كوك) للحظات ثم ينطق أخيرًا: «أنا ... أنا  آسف».  يلقي نظرةً إلى ملابسه ويجد أنها متَّسخة لدرجة أنها من المستحيل أن تُعرف هويتها. ثم فجأة خطرت له فكرة.
- «أنا ميكانيكي من مرآب لتصليح السيارات في المدينة. جئت لإصلاح شاحنة في مكان ما هنا بالخارج  لكن الطريق كان جليديًا وزلق، لقد وقعت في حادث، لقد ... سقطت عن دراجتي النارية».
كرر كلامه عدة مرات قبل أن تفهمه أخيرًا. اعطته  بعض الماء الساخن والصابون وبعد ذلك بعض الطعام. الشيء الوحيد الذي يحتاجه  الآن هو أن يغير  ملابسه!

الرَّجل الّذي لاذَ بِالفِرَار! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن