الرَّجل الّذي لاذَ بِالفِرَار! [الجزء الحادي عشر.]

2 1 0
                                    

كانت (كيت) ما يسميه الأمريكيون بـ "شخصية رائعة"؛ لم يكن اي شيء يعجبها بسهولة. ربما لأنها كانت ممثلة. قامت بلعب أدوار صغيرة في الأفلام والمسلسلات. لم تتردد ولو للحظة عندما قال لها (كوك) أنه يريد مساعدتها للعثور على الجواسيس الحقيقيين. وقالت: «حسناً، سوف أبدأ الآن. انتظر هنا!».
- «ماذا تقصدين؟ إلى أين أنتِ ذاهبة؟».
- «ستعرف ذلك عندما أعود. يجب عليّ الحصول على بعض الأشياء الآن!». وقد ذهبت قبل حتى أن يرد عليها (كوك).

كان (باكستر) لا يزال جالسًا في مكتب رئيس المفتشين. ولم يكن بعيدًا جدًا عنهم. كان لا يزال ينظر إلى صورة (المايستر). وسأله: «ما هو الشيء المثير للاهتمام فيه؟ لماذا تريدني أن أتبعه؟».
- رد المفتش: «قبل عدة أيام، عرفنا عنه بعض الأشياء بالصدفة. وربما يكون (كوك) بريئًا بعد كل شيء. إنه إحتمال فقط. نريد أن نرى ما الذي سيفعله (مايستر) إذا اتصل به (كوك)».
- كان (باكستر) أكثر دهشةً الآن. «لا أفهم يا سيِّدي. ماذا تتوقع من (مايستر) أن يفعل؟».
- «قد يحاول (مايستر) قتله إذا كان خائفٌ منه حقًا».
- «لكن بالتأكيد هذا أمر خطير يا سيِّدي. أعني.. إذا كان (كوك) بريء فقد يقتله (مايستر) ... وإذا لم يكن بريئًا، فنحن نسمح له بالرحيل حرًا. وبعد كل هذا. فإنه قد يقتل (مايستر) ... أو غيره!».
- بدا رئيس المفتشين جادًا جدًا: «هذا إحتمال نحن مضطرين أن نأخذه يا (باكستر)!».

مرَّ الوقت ببطء شديد لـ (كوك) ذلك الصباح. كان المساء قد حلّ قبل عودة (كيت). كانت تحمل حزمة كبيرة والكثير من الأشياء الأخرى. أخبرته: «خذ، جرب هذه الأشياء». قامت بفك الحزمة بسرعة وأظهرت له بدلةً مع حذاء وقميص. كان هناك معطف أيضًا، ذو الفراء باهظ الثمن المرصَّع بالياقات البيضاء، ذاك النوع الذي يرتديه الأغنياء في الأفلام.
- قال (كوك)؛ «سأضطر إلى تغيير مظهري أكثر من هذا!».
- أجابت: «بالطبع، ولدي الأشياء التي ستحتاجها بالضبط!».
في البداية صبغت (كيت) شعر (كوك) باللون الرمادي. ثم استخدمت بعض مساحيق التجميل الخاص بالمسرحيات لكي تمنحه وجهًا أكبر سنًا. وكلمسة أخيرة وضعت عليه نظارة سوداء قاتمة وأعطته عصا-مشي بيضاء اللون وقادته إلى المرآة. لقد فوجئ عندما رأى شكله. وجد نفسه قد تحول إلى رجل أعمى كبير في السن. وقالت (كيت) له: «والآن.. يجب عليك أن تفعل أكثر من مجرد أن تبدو كرجل مسن وأعمى. يجب أن تمشي وتتحدث وتتصرف مثله أيضًا!».
واثناء الساعة المقبلة كانت تعلمه كيف يفعل ذلك. قالت أخيرًا: «تتعلم بسرعة. يمكننا الذهاب الآن».

قالت (كيت) بينما كانوا متجهين نحو محطة سيارات الأجرة: «أخبرني فقط إلى أين سنذهب؟!».
- أجاب (كوك): «إلى حانة في "سوهو" تُدعى "چرين رايدر"، اعتاد (مايستر) الذهاب إلى هناك كثيرًا».
- «هل تقصد أنه أحد الجواسيس؟».
- «لا أعرف، ولكنه لم يقل الحقيقة أثناء المحاكمة. وإلا فلماذا سيكذب؟».
وصلوا إلى "سوهو" بعد نصف ساعة. كانت الشوارع مضاءة بشكل ساطع. وكان الناس والحانات والمطاعم ودور السينما ونوادي التعري في كل مكان. ظلوا يمشون حتى أمسك (كوك) فجأة بذراع (كيت) بقوة. وقال: «هذا هو المكان. قُديني إلى الداخل!». كانت الحانة مزدحمة جدًا وصاخبة.

الرَّجل الّذي لاذَ بِالفِرَار! حيث تعيش القصص. اكتشف الآن