4-من القاتل؟

100 36 15
                                    

فتحت نَرجِس عينينها ببطىء ونظرت حولها فرأت العساكر يحاوطونها.
دخل الضابط الغرفة وقال بتساؤل:
_هل استيقظت؟
أومأ له أحد العساكر وأخلى له الطريق، اقترب الضابط من نَرجِس وقال بشر:
_هل تريدين الاعتراف هنا وأخذك على السجن، أم تأتي إلي قسم الشرطة وستقرين في كلتا الحالتين؟
أجابت نَرجِس بصدق:
_ولكني لم أقتلها، أنا كنت...
قاطعها الضابط قائلًا:
_سننتظرك عند باب الغرفة، بدلي ملابسك وأخرجِ.
لم ينتظر ردها وخرج هو والعساكر، بينما نهضت نَرجِس وبدلت ملابسها سريعًا، ولكنها تذكرت الزهرة، فأخذتها من ملابسها ووجهتها لأشعة الشمس، وذهبت..!
خارج الغرفة، كان لا يشعر أحد بحركة في الداخل، فقرر الضابط بعد الفترة أن يدخل.
دخل الي الغرفة فلم يجدها، ظل يبحث عنها ومعه العساكر ولكن لم يجدوها.
_________________________________
بينما في العالم الأخر، جاء الحراس بعد وقت، فتقدم أحدهم من الملكة وقال بتوتر
_تلك الأسرة لم تمُت أيتها الملكة ولكنهم...
صمت الحارس ثواني ثم أكمل:
_ولكنهم استخدموا الخاتم وانتقلوا إلى العالم الأخر.
جلست الملكة على عرشها بتعب، وظل أرسلان صامت عاجز عن التفكير.
قاطع صمتهم دخول أحد الحراس للملكة، وهو ممسك بنَرجِس واقترب من الملكة قائلًا:
_تلك الفتاة تريد مقابلتك أيتها الملكة.
أومأت له الملكة، فترك نَرجِس وخرج.
نظرت نَرجِس لأرسلان فوجدته يحدق في عينيها بقوة ولا ينزل ببصره، شعرت ببعض الرهبة ولكنها تجاهلته وانتقلت ببصرها إلى الملكة وقالت:
_لقد جاء بالأمس رجل كنت على معرفة به، وطلب الخاتم وعندما أخبرته أنه ليس معي، هددني بالسجن، واليوم عندما عدتُ من العمل وجدت جارتي التي أسكن معها مقتولة ويظهر أن أحد قد تهجم على المنزل، أنا فزعتُ من هول المنظر وفقدتُ وعيي، وعندما استيقظت وجدتُ الضباط يحاوطونني ويتهموني بأني من قتلتها؛ لذلك جئتُ إلى هُنا.
انتبهت إلى أرسلان عندما سأل:
_هل هذا الرجل هو الذي اتهمكِ بسرقته قبل ذلك؟
صُدمت نَرجِس من معرفته وهتفت بصدمة وشك:
_كيف عرفت؟
تجاهل أرسلان سؤالها وقال بصوت عالي نسبيًا:
_هل هو ذلك الرجل؟
أومأت نَرجِس، فنظر أرسلان للملكة قائلًا:
_من الممكن أن نَرجِس الثانية هي من سُجِنت.
ثم التفت إلى نَرجِس وسأل:
_هل معكِ مفتاح المنزل؟
أومأت نَرجِس، فقال أرسلان بأمل:
_إذًا سنعود إلى العالم الأخر وفي المساء ستذهبين إلى المنزل وتدلفينَ إلى غرفة أخيكِ وتبدلينَ الخاتم بخاتم أخر مزيف ولكن نفس الشكل.
لم يتوصل أحد منهم إلى خطة أخرى، فاستقروا على هذه.
_________________________________
_كيف هربت، نحن بالطابق الخامس ومستحيل أن تقفز وتبقى حية.
قالها العسكري وهو ينظر من الشباك، ولكن قاطع بحثهم هو دخول نَرجِس وهي تأكل ثمرة فاكهة بهدوء وتقول:
_يبدو أن أبواي سيتأخران في السوق وأنا حقًا جائعة.
فزعت عندما هرول إليها العساكر وأمسكوها، فقالت بفزع:
_ما هذا، لماذا تمسكوا بي هكذا؟
اقترب منها الضابط وقال ببرود:
_كم أنتِ غبية، عندما فكرتِ في الهروب، ذهبتِ للمطبخ حتى تأكلين.
لم تعرف نَرجِس بمَ تجيب وما الذي يحدث، فذهبت معهم بهدوء استغربه الضابط ولكنه تجاهل.
_________________________________
وقفت نَرجِس أمام الضابط الذي يجلس على مكتبه.
قال الضابط بنفاذ صبر:
_لقد استهلكتِ الكثير من وقتي، اعترفي ربما نخفف العقاب عليكِ، وأيضًا أنتِ أقسمتِ أن تقولينَ الحق.
_ولكن حقًا أنا لم أفعل شيء، أنا من عالم أخر وجئت إلى هنا أنا وعائلتي.
قهقه الضابط وقال:
_هل هذا عذر حتى تخففين العقوبة؟
_ولكن هذا ليس عذر، هذه الحقيقة.
اقترب منها الضابط ومسد على شعرها بهدوء مريب وقال:
_الآن أنا هادئ، فيمكنك الاعتراف قبل أن ينفذ صبري.
انهى الضابط جملته بصوت عالي وهو يدفعها بعيدًا، فامسكت نَرجِس بيده قبل أن تسقط، وقالت بإصرار:
_هذه هي الحقيقة، أنا لستُ من هذا العالم.
تجاهل الضابط كلامها وأحضر العسكري.
قال الضابط للعسكري وهو يشير لنَرجِس:
_خُذ هذه وغدًا في النيابة، ذكرني أن أخبرهم أنها مريضة عقليًا.
غادرت نَرجِس مع العسكري، وبعد دقائق نادى الضابط العسكري، فجاء له.
خلع الضابط سترته وأعطاه إياها وقال:
_اعرض هذه السترة على البحث الجنائي، واعرف لي هل هذه البصمات موجودة أم لا.
استغرب العسكري من طلبه ولكنه أومأ وأخذ منه السترة بحذر.
_________________________________
ذهب أرسلان ونَرجِس إلى العالم الأخر وعند منتصف الليل، ذهبوا إلى منزل جارتها ودخلوا، نظرت نَرجِس حولها بتوجس ثم قالت بخفوت:
_يبدو أن لا يوجد أحد بالمنزل.
_كيف يمكنهم أن يكونوا بالخارج في هذا الوقت، بالتأكيد نائمين.
أومأت له باقتناع، وتسحبا حتى وصلا إلى أقرب غرفة، فقالت نَرجِس:
_دعنا ندخل هذه الغرفة أولًا لأنها الأقرب لباب المنزل، إذا تم كشفنا.
فتحت نَرجِس الباب بهدوء وأدخلت رأسها ثم قالت بخفوت:
_الغرفة هادئة جدًا.
دخلت وأشارت له باتباعها، فدخل هو الأخر، ثم أغلقت الباب، بينما هو مد يديه ل(كبس) الكهرباء وفتحه.
شهقت نَرجِس عندما وجدت الغرفة فارغة تمامًا من أي أثاث، فقالت بخوف:
_هيا بنا نخرج سريعًا، يبدو أنهم كشفوا أمرنا.
جاءت لتفتح الباب، ولكنه لم يُفتَح وأحد يمسك المقبض من الخارج، سمعا صوت إغلاق الباب بالمفتاح وصوت سيدة تقول:
_تستحقون القتل وليس الحبس فقط.
تابعها صوت زوجها قائلًا بغيظ:
_ستندمون على دخول ابنتي إلى السجن وأنتم من قتلتوها، تبًا لكما أيها الحمقى.
صرخ بهم أرسلان بغضب:
_نحن لم نقتل أحد.
ذهب الوالدين وتركوهما يصيحان، ظل أرسلان يضرب الباب ويحاول كسره ولكن دون جدوى.
جلس على الارض بتعب وقال بحيرة:
_ماذا سنفعل الآن!
لم يشعر بنَرجِس إلا عندما وجدها تجلس على الشباك وتنوي القفز، هرول سريعًا باتجاهها وأمسكها.
قال أرسلان بفزع:
_ماذا تفعلينَ، نحن بأزمة وأنتِ تنوين الانتحار!
حملها أرسلان وأنزلها فدفعته بقوة وصرخت بانهيار:
_لا أريد العودة للسجن، هو من قتلها، أنا لم أقتلها.
حاول أرسلان أن يهديها ويربت على مكنبيها، ولكنها كانت تدفعه عنها، حتى فقدت وعيها وسقطت بين يديه.
أسندها أرسلان على الحائط، ثم خلع السترة الخاصة به، وفردها على الأرض، ومددها عليها.
ظل يربت على شعرها طوال الليل، بينما هي عندما فاقت وتذكرت ما حدث، ظلت تبكي في صمت.
مر الليل عليهم بصعوبة بالغة ولم يكن أحد منهم بحالة جيدة.
_________________________________
في صباح اليوم التالي، شعرت نَرجِس بيد تهزها، وصوت أرسلان وهو يقول:
_نَرجِس هيا إنهضِ، الشمس قد أشرقت وعلينا العودة.
نهضت نَرجِس بتعب شديد وأسندت بجسدها على أرسلان، وأمسك أرسلان الزهرة وعادا إلى العالم الأخر.
_________________________________
ظهر أرسلان ونَرجِس في قصر الملكة، وطلب أرسلان من إحدى الخدم تنادي الملكة.
بعد قليل دلفت الملكة بكبرياء وجلست على عرشها، ثم قالت وهي تمد يدها إليهما:
_أين الخاتم؟
أجاب أرسلان بخفوت:
_في الحقيقة..
صمت لثواني ثم أكمل:
_لقد كشفونا وأغلقوا علينا ولم نستطيع أخذ الخاتم.
نظرت لهم الملكة ثم قالت لنَرجِس:
_اذهبِ مع الخادمة إلى غرفة واستريحِ.
أومأت نَرجِس وذهبت مع الخادمة، بينما راقبتها الملكة وعندما اختفت من أمام عينيها، قالت بشك:
_هل هذه نَرجِس الحقيقية؟
أجابها أرسلان بتأييد:
_نعم، أنا عندما أنظر إليها، استطيع أن أرى كل ذكرياتها وبمَ تُفكر.
_حسنًا، اذهب أنت أيضًا لتستريح وفي المساء سنتحدث.
أومأ لها أرسلان وذهب هو الأخر.
________________________________
دلف العسكري إلى مكتب الضابط وقدم له التحية، ثم قال:
_الجثة الآن في المشرحة بعدما لم نجد بها أي شيء له صلة بقاتلها.
_وماذا عن البصمات الموجودة على السترة؟
_إنها.............

لعنة أفيندارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن