_لقد استخدموا الخاتم.
قالتها الملكة بغضب، وفجأة اختفت، قالت نَرجِس بصدمة:
_ما هذا؟ أين ذهبت؟
لم يستوعب أرسلان ما حدث وظل ينظر حوله، ولكنه لم يجد اختلاف.
تفاجئا بدخول حارس ومعه إمرأة عجوز تبكي.
قالت المرأة ببكاء:
_لقد اختفت ابنتي ولا أعرف أين ذهبت، وشكلي أصبح كبير.
قال أرسلان ليهديها:
_سأُعيد لكِ ابنتك، هذا وعد مني.
أقنع أرسلان السيدة بصعوبة، وعندما غادرت، قالت نَرجِس بخوف وهي تنظر:
_من أنت؟
نظر لها أرسلان باستغراب وأردف باستغراب:
_أنا أرسلان، لماذا تنظرين لي هكذا؟
_بدى شكلك وكأنك في أواخر مرحلة الشباب.
صعد أرسلان مسرعًا إلى غرفته وأمسك هاتفه وصدم.
قال أرسلان بغضب:
_نحن الآن في سنة ألفين ثلاثة وثلاثين.
وضعت نَرجِس يدها على فمها بصدمة، وقالت:
_هل سيستمر الوضع هكذا؟
نفى أرسلان برأسه وهتف بعزيمة:
_لا، سنأخذ الخاتم وننهي تلك اللعنة بأقرب وقت.
قالت نَرجِس بفضول:
_ولكن أين ذهبت الملكة وابنة السيدة؟
_تُوفيتا.
_وهل سيعودتان عندما تنهي اللعنة؟
_لا.
_ماذا!!
_العالم سينتهي عند إنهاء اللعنة، فلن يعود أحد منهما.
قبل أن تتحدث نَرجِس، سمعا صوت ضجة بالأسفل، فنزلا مسرعان، فوجدا الحراس يحاولون منع أهالي كثيرة يريدون الدخول.
_لقد توفت أمي.
_لقد انفضلتُ أنا وزوجي.
_لقد مات أطفالي.
_لقد أصبح ابني مُدمن.
كانت الأهالي يصرخون بهذا الحديث وغيرهم من المشاكل التي حلت عليهم بسبب تقدم الزمن.
أمر أرسلان الحراس بمنع دخول الأهالي، وصعد مرة أخرى إلى غرفته.
وقفت نَرجِس أمامه تمنعه من دخول الغرفة، وقالت:
_يجب أن نأخذ الخاتم في أقرب وقت.
هتف أرسلان ببرود:
_اذهبِ إلى غرفتك، وغدًا سنرى حل.
أبعدها من أمام الباب، وولج إلى الغرفة وأغلق الباب دون أن يسمع ردها.
شعرت نَرجِس بالضيق بسبب فعتله، ولكنها حاولت تجاهل هذا الشعور، واتجهت لإحدى الخادمات.
قالت نَرجِس بلطف:
_هل يوجد في القصر مكتبة.
أومأت لها الخادمة ووصفت لها مكانها، فسارت نَرجِس على ذاك الوصف، حتى وصلت إلى ممر أخره غرفة واحدة فقط.
سارت في هذا الممر حتى وقفت أمام تلك الغرفة وفتحتها بهدوء.
خطَت داخل المكتبة باعجاب من مظهر وترتيب الكُتب.
ظلت تبحث في الكُتب، وعندما وصلت لإحدى الرفوف ابتسمت عندما رأت كتاب يسمى بـ"لعنة أفيندار".
قالت وهي تخرجه من الرف:
_هذا ما كنتُ أبحث عنه.
_وما هو؟
قذفت الكتاب سريعًا بين الكتب مما أدى إلى سقوط الرف بأكمله عندما سمعت صوت أرسلان.
التفتت نَرجِس له وقالت بأسف:
_أعتذر، لقد أفزعتني فسقطت الكُتب.
همهم أرسلان بعدم اقتناع قائلًا:
_هذا يعني أنكِ لم تدفعيهم.
نظرت له نَرجِس بتوتر حاولت إخفاءه، فأكمل أرسلان:
_حسنًا عودِ لغرفتك وستأتي الخادمة وتعيدهم.
قالت نَرجِس بالرفض بسرعة:
_لا، أنا من سأعيدهم.
كرر أرسلان جملته بحدة:
_عودِ لغرفتك وستأتي الخادمة وتعيدهم.
أومأت له نَرجِس بغيظ وذهبت لغرفتها.
_________________________________
في اليوم التالي استيقظ أرسلان على طرقات الخادمة، فتح لها الباب وهو يفرك عينيه، فقالت الخادمة بسرعة وخوف:
_يوجد قاتل متسلسل في المملكة يخفي وجهه بوشاح ويقتل الناس في منتصف الشارع يا سيدي.
_ماذا!!
_كما أخبرتك يا سيدي، الصوت بالخارج صاخبة والجميع في حالة هلع بسبب الدماء التي تملىء الشوارع.
اتجه أرسلان بغضب إلى الأسفل قائلًا بحزم:
_إذا استيقظت الأنسة نَرجِس لا تتركيه تخرج، مفهوم.
_مفهوم يا سيدي.
دخل أرسلان إلى إحدى الغرف بالقصر مليئة بالأسلحة وأخذ سلاح واتجه إلى خارج القصر.
بمجرد أن خرج من القصر كأن على وشك أن يتقييء من بشاعة منظر الدماء التي لا تترك إنش واحد بالشارع إلا وملئته.
أمر أرسلان الحراس أن ينظفوا الشوارع وأن حارسان فقط من يأتيا معه، ثم أخذ يبحث عن ذلك القاتل.
سمعوا صوت صراخ في إحدى الشوارع فذهب أرسلان إليها سريعًا ومعه الحارسان.
وجد النساء تصرخ وهم ينظرون إلى القاتل المتخفي الذي يمسك بشابة ويضع السكين على رقبتها.
رفع أرسلان سلاحه وقبل أن يصوب، شعر بهزة أرضية، تاليها اختفاء القاتل الذي استغل أن الجميع يلتف حوله بخوف؛ بسبب الهزة الأرضية، واتجه إلى إحدى المباني، واختبىء بها.
عند انتهاء الزلزال ظل أرسلان وحراسه يبحثان عن القاتل، حتى وجد نَرجِس تمر من أمامه، فذهب إليها بغضب وأمسك ذراعها، قال أرسلان بتعنيف:
_ألم أقل ألا تغادري القصر، كان يوجد قاتل يا حمقاء، بالتأكيد تجاهلتي حديث الخادمة.
قالت نَرجِس بأسف:
_أسفة، أنا فقط عندما لم أجدك في القصر، قلقت كثيرًا عليك.
أومأ أرسلان وأمر أحد الحارسان أن يوصل نَرجِس إلى القصر.
ذهبت نَرجِس مع الحارس إلى القصر، بينما عن أرسلان فقد يأس وأمر بأن تنتشر الحراس في أنحاء المملكة؛ تحسبًا لظهور القاتل مرة أخرى.