مجهول

0 0 0
                                    

الجميع يهاب الماضي .. لكن لا أحد يتحدث عما هو قادم..

لا أعلم .. ألا يهابون المجهول ؟ أكثر ما هِبته بحياتي كان جهلي..

عدَم معرفتي بما يحدث حولي ، و لأكن صريحًا بعض الشيء أهاب التقدم نحوه أيضًا ..
أحيانًا أركض نحوه بأقصى سرعتي لأجد نفسي ألقى أرضًا و كل أطرافي تنزف دمًا صدئ ، لأقف لحظة شارد الذهن..
أهذا حقيقي ؟ هل ما أشعر بهِ على أنحاء جسدي يراه الغير ؟

وجدتُ إجابتي بعد عديدٍ من التحديقات حول جسدي و حول أناسي ، لا.

لا أحد يرى و أيضًا .. لا أحد يشعر ، لذا نفضتُ ملابسي و هممتُ بالنهوض لأكون متألمًا و مثيرًا للشفقة أيضًا..
كثيرٌ عليّ يا صديق..

أيًا كان .. رغم اعتقادي أنني أركض بتلك السرعة و أسقط بتلك الشدة إلا أن حقيقتي عكس ذلك.

في الحقيقة كانت خطواتي متعثرة ، و أقدم على خطوة فتصبح آلافًا للخلف..

شُلت قدماي ألف مرة عندما تذَكرَت أنها تذهب نحو الغَيب

كل ما هو غامض يأكل خلايا عقلي.. أشعر بأنني بقيتُ نصف عمري قلق

ظننتُ لوقتٍ طويل أن الابتعاد عن الحياة و كل ما هو خياري يمكنه تحقيق العيش بسلام

لكنها فقط لم تكن حياة آنذاك

آمن الفيلسوف آرثر شوبنهار بذلك كليًا و كتب يقول : " بل نحو تجنب شرورها التي لا تحصى قدر الإمكان. الحصة الأسعد ستكون من نصيب الإنسان الذي أمضى حياته بدون ألم كبير ، جسدي أو عقلي " لرأي شوبنهار و جاهته فمع كل الفظائع التي يستطيع القدر أن يبتلينا بها دون أن يكون لنا أي يد فيها.

لكن كان علي الإحجام عن أي مما قد يصيبني من المعاناة مما أستطيع التحكم فيه ، أليس كذلك ؟

لكن و كأن نجيب محفوظ أجاب عليه قائلًا : " لا تخف ! الخوف لا يمنع من الموت و لكنه يمنع من الحياة و لستم يا أهل حارتنا أحياء و لن تتاح لكما الحياة مادمتم تخافون الموت. "

قضيتم عمرًا عالقون بالماضي ، لا أحد كلف نفسه لرفع عين ليرى ما هو أسوأ..

thoughts حيث تعيش القصص. اكتشف الآن