اللقاء المنتظر (ج.1)

74 2 0
                                    


سحبت قدر البطاقة مجددا ، قالت :- لقد أعطاني إياها ، طلب مني أن إلقاه متى ما كان الوقت.

نظرت الموظفة إلى الحراس الذين كانوا يرمقون قدر بغرابة ، تحدثت معهم بالروسية أومأوا لها موافقين ، مما عني بالنسبة لقدر أن تلك الموظفة كانت تحاول طردها .

حين تأكدت منهم ، سحبت قلادة بها نفس صورة تلك البطاقة ، قالت لها باللغة الانجليزية ما معناه:- سأساعدك على الوصول إليه .

في الطريق نحو مكتب 'ليو'، صعدتا الدرج ، و 'قدر' توزع عينيها في المكان ، تحاول استكشافه ..

على تلك الوضعية توقفت عن الحراك حين شعرت بوقوف أحد الأشخاص ، - الذي كان 'ثيرو' - في طريقها .

لفت عينيها ، وجدته يشير للموظفة ، يحادثها بلغة هذه الجزيرة الغريبة ، يسألها عمن تكون هذه المخلوقة ، أخبرته أنها ضيفة للسيد 'ليو' ، فتفاجأ ' ثيرو' ، نظر إليها دارسا إياها فقالت له بالانجليزية ( ملاحظة لما يفعله ، تفعل نفس الشيء معه):- ما الأمر ؟

نظر إليها ، بدأ يمشي معارضا إياها ، تتراجع نحو الخلف مستغربة ؛ متشبثة ، حتى وقفت، واصل فعل ذلك ، غيرت طريقها ، قالت للموظفة :- لنتابع طريقنا .

أمسكها ' ثيرو' من مرفقها ، قال بصوت جامد صارم متحدثا الانجليزية :- من أنت؟
أجابته تسحب مرفقها :- ضيفة .
قال :- ما عملك هنا ؟
ردت :- لا شأن لك طالما لست بالسيد ليوناردو ويش .

اندهشت الموظفة من جرأة 'قدر' ، وضعت رأسها على الأرض لشُعورها بالخجل ، قال :- حسنا إذن ، تابعي طريقك .

استدارت 'قدر' نحو الموظفة ، خاطبتها :- لنكمل رجاء .

أخذت الموظفة الإذن من 'ثيرو' ، تابعت الطريق معها ، و هذا الأخير يراقبها من الخلف ، يدرس حركاتها حتى اختفت ، قال لأحد حراس الدرج باللغة الروسية :- عندما تخرج ، قم بتصويرها ؛ لا تدعها تراك !

أومأ موافقا .

جلس 'ثيرو' في سيارته ، قال :- هذا إن خرجت بخير .

أطرقت الموظفة باب مكتب 'ليوناردو' باحترام كبير ، و الذي كان مشغولا بدراسة أحد الملفات التي تركها له أخوه في اليوم الماضي.

قال يظن أن أخاه جاء:- هيا يا جاك لا تمزح معي ، ادخل !

لم تفهم 'قدر' ما قصده لكنها قالت للموظفة:- ربما قد سمح لنا .
أجابت :- لا لم يفعل.

نهض 'ليو' ، فتح الباب بنفسه لينظر إلى الأسفل ، يتفاجأ ؛ قال للموظفة بلغة الجزيرة :- ماذا تفعلين هنا ؟

كانت نبرة صوته قاطعة جدا ، أجابته رأسها منخفض ، متوترة :- لقد أحضرتُ ضيفتك .

لم تفهم 'قدر' ما قاله لكنها أحست أنه يوبخها ، تصرفت كأنها بلهاء ساذجة لا تعي شيئا ، ابتسمت بلطف شديد ، قالت بالعربية اللغة التي تحدثا بها في المطار :- مرحبا أيها الرجل الغامض ، ههه.

الثعلبة الماكرةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن