شمسي إلى الابد

الفصل الثامن

فتح الباب من شدة الضوضاء بعد أن قطعت حبل أفكاره بحديثها مع احدهم

كانت ترتدي سترة جينيز قد طوت أكمامه حتى ساعديها وبنطال جينز وحذاء له كعب عريض والى جانبها شاب بقميص شبه ممزق وقلادة على عنقه هيئته توحي بأنه عازف او من هؤلاء الذين يغنون في الحانات التي يرتادها اغلب المرات ابتسم وليد ولم ترق لها ابتسامته ثم دخل الى شقته وأغلق الباب وهو يتحدث بسخرية تحب أن تكون محاطة بالرجال تلك الفتاة المتحررة هي نوعي المفضل
بعدها رن جرس شقته وعندما استرق النظر وجده مدير اعماله دان
-ماذا تريد؟
-بحثت عنك كثيرا حتى أخبروني بأنك انتقلت هنا
الن تدعني ادخل!
فتح الباب ليدخل وهو مطأطأ الرأس فيما اشعل وليد سيجارته وهو يستمع لصديقه.
-سامحني ياصديقي لقد كنت مغرما بها لم ارد اذيتك لكنها اوهمتني بالحب خدعتني حتى اساعدها في مبتغاها تعلم أنني لست جيدا ولاامتلك مظهرا رائعا و لست معشوق لدى النساء مثلك فأنت تستبدلهن كما تطوي صفحات كتبك
-لكنها كانت حبيبتي
-اعرفك جيدا لم تكن تحبها وكنت ستتركها كسابقاتها زير مثلك اثق بأنه وجد فريسة اخرى
نحن أصدقاء منذ زمن لطالما كنا معا انا صديقك الوحيد
-لكنك خذلتني وتكبدت خسائر كبيرة  مع هذا، نفخ الدخان من فمه ثم اردف قائلاً
سأدعك تعمل معي ولكني لن اثق بك كالسابق ستكون مدير أعمالي ولست صديقي سنتابع العقد الذي بيننا لحين انتهائه
فأنا احضر لرواية جديدة ثم ابتسم وهو يغمز هناك صيد جديد
تنفس دان الصعداء لان صديقه لم تؤذيه خيانته له ولم تترك ندبة فيه "ربما نعمى احيانا عن الثقوب التي نحدثها في الآخرين دون علمنا نراه بهيئة مثالية في حين انه يتعذب دون علم احد والأصعب ان يتعذب دون أن يعلم هو بذلك"

في مكان آخر كانت سارة الى جانب صديقها وهي تتحدث مع زوجته المريضة بالاكتئاب تقنعها بالالتزام بالدواء
لكي تعيش بسعادة مع زوجها اكتئابها يمكن شفائه
اذا كانت لها ارادة في ذلك ثم اقترحت عليهم أن يقضوا اجازة في الريف عند والديه وان تتواصل بالحديث معها عبر الهاتف
شكرها هادي وهو ممتن لها ولوقوفها بجانبهم وطلب ان يوصلها لكنها رفضت وحذرته بأن لاتغيب زوجته عن انظاره في هذه المرحلة والا قد تؤذي نفسها لاتخافي نهى حبيبتي وزوجتي سأكون إلى جانبها دائما
تابعت طريقها سيرا وهي تفكر ماذا لوكان لديها شخص يحبها وتستطيع ان تبادله في ذلك
لماذا أمور الحب معقدة دائما هل لقلبها شفرة خاصة يصعب فتحها تذكرت فيلم شاهدته ذات مرة لخزانة ملئة بالذهب والفضة ولم يستطع احد ان يعرف رمزها السري حتى أتى لص محترف استطاع فك الشفرة وفتحت الخزانة وصارت ملكه
ضحكت وهي تحدث نفسها هل علي ان انتظر ذلك اللص
اخذتها قدماها الى شقة العم رامي تحب أن تتحدث معه عندما تشعر بسوء في داخلها
تخبره عن رافي الذي أحبته سابقا ومع هذا تركته و عن عائلتها المتفككة والمثالية فقط لدى الآخرين أب مههوس بالفتيات والأم تبحث عن الاهتمام في خارج منزلها لما تزوجوا ان كانوا يؤذون بعضهم بعضا لذا كبرتُ وانا اكره الزواج والعلاقات العاطفية
حين عرض على حبيبي الزواج صورة والدي صارت أمام عيني لذا رفضته دون رحمة مني كأنه حبل وضعه على عنقي ليخقني فازلته بقوة
كان رامي يجلس وهو ينصت لها ثم نهضت ومشطت شعرها بيديها وتنفست بعمق واشارت الى باب الشقة وقالت
حين اخرج من هذا الباب انسى ماقلته كالعادة مثل كل مرة اتي بها إليك واكرر كلامي هذا نفسه
دخلت شقتها وشغلت الموسيقى لأعلى صوت وبدأت بالرقص الذي ازعج وليد وهو يكتب طرق الباب عليها فتحت الباب ثم نظر إليها بخبث
كنت اكتب لكنكِ بصوت الموسيقا جعلتني في مزاج جيد هل يمكنني الانضمام إليك ِ
نظرت اليه بازدراء وصفعت الباب في وجهه بينما عاد الاخر إلى شقته مبتسما.