الفصل الرابع عشر

17 2 0
                                    

حسان فتى يافع في المرحلة الثانوية 
الشخصية الوهمية  التي ابتدعها الكاتب وليد بخلقه حلقة دفاعيةلنفسه ليجابه الماضي
اي ان حسان صورة الكاتب وهو صغير يتكلم معه ويواسيه وكأنه يواسي نفسه الصغيرة ويحن عليه
ذلك الحنان الذي لطالما افتقده في طفولته فهو يعوض النقص الذي كان يشعر به
يراه إنسانا حقيقا حتى وهو يتحدث معه بالهاتف يتخيل حالته وشكله وماذا يلبس وكأنه في مشهد تلفزيوني
اسوء شيء في هذا المرض ان المريض يكون على قناعة تامة بوجود هذه الشخصية وهذا ما يجعل التعامل معه صعب.

عقد رامي اجتماعا لمجموعة من الأطباء ويناقشهم في حاله وليد الحرجة ومن حسن الحظ زوجته عائدة من السفر في نهاية الأسبوع
فهي عالجت حالات كثيرة من هذا النوع
والقرار ثبت بضرورة إدخاله للمشفى امراض العقلية فهو خطر على نفسه وعلى الناس المقربين َمنه تواصل مدير اعماله مع والدته التي بدت فرحة لان ابنها الكبير سيخرج من السجن قريبا لكنها صدمت بأبنها الصغير وقعت طلب دخول وليد للمصحة بينما كانت سارة مترددة في إدخاله لاتتحمل رؤيته هناك ظلت تزوره في شقته باستمرار وهي تراقبه تجلس أمامه تناظره لاحظته بأن قليل ما ياكل 
بينما هو انشغل في أمر ما تناولت حاسوبه وبدأت تتصفحه رأت رواية كتبت بوساطة حسان قرأتها صدمت من نهايتها حيث البطل ينتهي به بالانتحار هذه من كتابات وليد حيث انه يعتقد بأنها من حسان اي ان وليد بداخله يفكر بالانتحار
لم تتمالك نفسها ارتمت بين ذراعيه وهي تبكي بينما هو متفاجا
-لن تتركني أليس كذلك؟
-انتي فتاتي الوحيدة واعدكِ لن اهجرك
ودعها ليخرج في أمر ما
كان يقود السيارة وسارة تبعد عنه مسافه ليس ببعيدة وهو يناظر بها ويبتسم فجأة ليظهر له حسان من العدم وهو يقود دراجته حرك المقود لكي لايصدمه وهو بذلك سيصدم سارة ليحركه بالجهه الأخرى ويصدم الحائط انتبهت سارة لصوت  احتكاك الإطارات بالأرض وهرعت خائفه اليه  الجيد ان السرعة التي كان يقود بها متوسطة ولم يتأذى سوى  راسه كان شبه واعي خرج من السيارة راسه ينزف ينظر إلى حسان وهو ملقى على الأرض لم يكن يعلم بأنه هو  المصاب
ينظر الى حسان يحاول الوصول اليه بخطوات مثقلة امسكته سارة واحتضنته وهو يستغيث بصوت عال  ساعدي حسان ويشير الى الأرض بكت سارة بحرقة
في  تلك اللحظة قررت استعجال إدخاله للمصحة
وبالفعل تم إدخال وليد للمشفى بينما الدكتور رامي وزوجته المشرفان على علاجه في البداية تلقى العلاج بالصدمات الكهربائية  وتم تقييده في السرير ومنع من النوم في الحمام وهذا سبب له حالة من الذعر الا ان الادويه المهدئة كانت تمنعه من المقاومة بعدها بدأت الجلسات  بالحديث مع رامي اخبره عن
حسان وحقيقته وشغل له الفيديو الذي يكون هو فقط وحده انت كنت تتعارك مع نفسك  لاوجود لحسان وعائلته لم يعلق وليد فقد كان منهكا لكنه ظل ينصت ويحدق في الكرسي الفارغ امامه
اما سارة فقد كان حالها لايفرق عن وليد منع عنها رامي رؤية وليد وزيارته لكنها تسللت اليه خلسة
ونظرت اليه من بعيد
بدا لها شخص آخر جسد هزيل عيون جاحظتين تحيطهما دوائر سوداء يظل يحدق في مكان واحد فقط وهو يقوس نفسه على السرير
دخلت اليه عندما رآها حاول أن يرفع نفسه قليلا
مسحت رأسه وهي تقول كيف حالك
بخير لما تأخرتي بقدومكِ كان صوته خافتا يخرجه بصعوبه بسبب الجفاف الذي سببته الادويه لحلقه
ثم أردف أخبروني بأن حسان ليس حقيقه هل هذا صحيح؟
ساره بتأثر وهي تمسك دموعها
- اجل كلامهم صحيح
-لكني اراه!
-هل هو معنا الان؟
-انا اراه هناك قرب النافذه استدار بعد رأكِ التفتت إلى النافذه لكني لا أرى شيئا الا تثق بي
اغمض عينيه وهو مشوش
حسنا ساغادر الان ولكن عدني بشيء ان تكمل علاجك 
انهارت بعد رؤيتها له وبخها رامي لمخالفتها أوامره بعدم الاقتراب منه
لكنه سرعان ما هدئها وواعدها بأن يدعهما يلتقيان في الوقت المناسب.

شمسي إلى الابدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن