٨

5.5K 338 16
                                    

نفق الجحيم الجزء الثاني الفصل الثامن

شام كانت سامعه كلام كرار من جوا المطبخ وقلبها عيتقطع من الوجع على بتها اللي وصمها بالعار، وبأنها بت حرام قدام الكل،
وبطنها عتتقطع من الوجع كل ماتميل ولا تتعدل بسبب اللي عيملته فيها الدايه، وروحها عتتقطع من القهر اللي مش عارفه هتلاحق عليه من مين ولا من مين!

فغمضت عنيها وطردت الدموع اللي اتجمعوا فعنيها، وبعدها فتحت وبصت للنار الوالعه في الكانون، ودعت ربها إن قلب كرار وامه حوريه تقيد فيه نار كيف النار دي بالظبط ومتنطفيش غير بعد ماتحرقهم حرق.
أما كرار فبص لسته عديله بغيظ وكان هيرد عليها، لكن صفوت وقفه بكلمه وحده منه حذره بيها لما قاله:
اوووعك.
وكرار سكت وخد بعضه بعدها وطلع.
وعم السكوت مابين الكل، وحتى ممدوح خد الكف من عمه وسكت متكلمش ولاحتى بكي، وكل اللي اتحفر فمخه بعد الموقف ديه:
إن عمه كرار كاره بته ومعاوزهاش، وانه لازمن هو اللي ياخد باله منيها ويعملها كل حاجه الاب عيعملها لبته لانها من غير اب دلوك، وعلى كد مخه الصغير ماهداه قرر انه من اليوم وطالع كا قرش ياخده من ابوه مصروف يقسمه معاها او يعطيهولها كله تجيب بيه اللي هي عايزاه.
ولغاية ماتكبر وتعرف تقول هي عايزه ايه هيحوشهوملها فحصاله هتكون بتاعتها هي وبس.

❈-❈-❈
طلع كرار من البيت راكبه غضب الدنيا، وحتى عدى على ابو دراع مكلمهوش ولا رمى عليه السلام
وابو دراع اتوكد إنه عمل مصيبه مع حد من اهل البيت، واتمنى إن مصيبته متكونش مع شام عشان ميضطرش ينفذ فيه تهديده ويمد يده عليه ويشوفه اللي مهيعجبوشي واصل.
فقام من علي المصطبه وهمل كباية الشاى اللي كان عيشربها وراح ناحية البيت الكبير، ووقف عند بابه من بره وشاف ممدوح قباله فشاورله، واول ماجاله ممدوح سأله:
عمك كرار اتعارك مع مين قبل مايطلع من البيت يامندوح؟
ممدوحرد عليه بطفوليه:
اتعرك مع بته ربيعه ومعاي ياعم

أبودراع بإستغراب:
كيف ديه يعني، كيف اتعرك معاك ومع البت الصغيره داي؟
ممدوح: اني ضربني بالكف علي وشي عشان قلت عليها بت عمي وهتجوزها وزعق فيا وقالي مش بت عمك، وقالي كمان داي بت حرام ومش هتكون بتي، وهي اكيد سمعت الكلام وزعلت بس مبكتش زي ماني مبكيتش من الكف، عملت حالها مسامعاشي، زي مااني عملت حالي منضربتش عشان اخوي وواد عمي ميضحكوشي علي ويقولولي البكاي اهه.

أبو دراع غمض عنيه وزفر بقلة حيله من البجم اللي عمال يوجع فقلب البنيه الغلبانه اللي لساها والده، ومن ساعة ماجات البيت ديه وهي مقضياها قهر بقهر على يد كرار وامه، ولا ارتاحت فيوم ولا خدت نفسها.
اتحرك من قدام البيت ورجع على موطرحه، ومسك كباية شايه وكملها وهو محسسلهاش بطعم؛ عشان النوبادى الاذى اللي اذاه كرار لشام اذى نفسي، وضربها بلسانه مش بيده، وضرب اللسان مع انه اوعر من ضرب اليد واشد، الا إنه مليهش تار يتاخد، ولا ليه قصاص غير السكوت فأغلب الاحيان.
❈-❈-❈
أما حدا بيت عبد الصمد
دهب: بشاير، يابشاير هاتي حزمة الحطب وتعالى يلا العجين خمر عشان تقرصيه.
بشاير:
- حاضر يمه جايه اهه هطلع ماجور اللبن عالسطح واوكل الفروجات قوام وانزل.

نفق الجحيم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن