نفق الجحيم الجزء الثاني الفصل السادس عشر
بسيمه وقفت قدام همام شويه، وهو مسح عيونه وبص بعيد، وبعدها اتقدمت عليه وسألته لو عاوز شي تعملهوله، متجاهله دموعه وحالته، وهو بمنتهى الوجع والقهر رد عليها:
له معاوزشي حاجه، معاوزشي منيكي حاجه واصل. وبص على باب الأوضه وزعق بعلوا حسه:
اماااااه.. سعوووده.. روايح.. انتوا ياللي بررره تعالوا.. امااااه.
التلاته جم عالأوضه يجروا ودخلوا على همام، وحتى ابوه سمع حسه وجاله يجري من الدكانه بخوف ودخل عليه الأوضه، ووقف قصاده يسأله بخوف عن سبب زعيقه وعصبيته؟ وزاد خوفه وهو واعي عيونه مطعونين بالحمار ومليانين دموع، وبعد كل الأسئله بتاعتهم لهمام عن سبب حالته، اخيرا همام خد نفس قوي وقالهم:وحده فيكم انتوا التلاته تاجي تساعدني اقضي حاجتي، والأولى بيا امي، ومن إهنه وطالع انتوا المسئولين عن كل حاجه تخصني، وكلي وشربي ورعايتي، خلاص متتكلوشي على حد، حدش دايملي غيركم، واني شيلتكم وتتحملوني برضاكم او غصب عنكم.. خلاص من اليوم جحا اولى بلحم توره.
وكتر خير الناس الغريبه لحد إهنه عاللي اتحملته وصبرت عليه.
خلاص كلامه وبص لأمه وزعق فيها:
همممي ساعديني ولا مستنيه لما اعملها علي روحي، وانتوا اطلعوا بره، كلوا يطلع من الاوضه معاوزش غير امي معاي، وانتي ياسعوده هاتيلي لقمه اكلها يلا، يلااا.
خلص كلامه وبص لبسيمه نظره ذات مغذي، وبسيمه الموقف كله ولا نطقت فيه كلمه، ومن سكات خدت بعضها وطلعت اول وحده فيهم، وهملته يقاسي إحساس قاتل بالخوف والخذلان وكسرة النفس،وكسرة القلب كمان، وهو متوكد إنه مليهش اي حق فيهم، ولا هي عمرها ادتله امل عشان يحس عليه الاحاسيس داي، لكن القلب وماينسج.
❈-❈-❈في جنينة بيت المقاول
ابو دراع:
ايه اللي عتقوليه ديه ياستي، وأشمعنا اني اللي جايه تشيليني الشيله الواعره داي؟
عديله:
جايبه الشيله للي كدها ياابو دراع واللي يقدر يحافظ عليها. وعلى رأي المثل رايحه فين ياأمانه، رايحه للي يصوني.. وإنت سيد من يصون الامانه. مد يدك ياولدى إتلافى مني وشيل عني، العمر ولى واني خايفه عالمسكينه وبتها اللي ليهمش حبيب وصاحب في البيت ديه بعد مني.
مد يده ابو دراع وخد صرة الدهب والفلوس وهو عيتلفت حواليه، ودخل بيهم البيت قوام وقفل الباب وراه، وقعد على السرير يتلفت حواليه فى الأوضه محتار يدسهم فين، ومن وسط حيرته حط الصره جاره عالسرير، وفتحها عشان يفصل الدهب عن الفلوس ويدس كل حاجه لحالها، وبمجرد مافتحهم وبص للدهب ومسكه فيده عقله وداه لشي لو غفل عنه يروح في ستين داهيه، وحتى شام كمان تروح معاه، الدهب ديه دهب شام، وهي قبل سابق قالت انها عطته لابوها، ودلوك لو حد لقى الدهب بتاعها حداه مليهش غير تفسير واحد، إنها عطتله الدهب ليه هو مش لأبوها، والوحده متهاديش بالدهب غير عشيقها، فلم الصره قوام على الدهبات وصرها، وحطها فجيبه، وقام دس القرشينات في صندوق خلجاته لغاية مايندلى البندر يشتري بيهم دهب ويعينه مع باقي الدهب، لان الدهب قيمته هتزيد مع الايام، بعكس الفلوس اللي كل ماتقعد قيمتها تقل ماتزيدش، وخد بعضه وطلع قوام من البيت وهو حاطط يده على جيبه اللي فيه الدهبات، وحاطط يده على قلبه من خوفه احسن يتعكش بيهم،، ولغاية ماوصل حدا المعمل بتاع حكيم، والخوف رفيق خطواته، ومن حسن حظه إنه لما دخل لقى حكيم قاعد في المعمل النهارده وعيحسب في الحسابات، فقرب عليه ورمي السلام، وحكيم رد السلام بأحسن منه ودعاه للقعاد،
وقعد ابو دراع، وبص لحكيم ودخل في الموضوع بدون مقدمات، وطلع صرة الدهب من جيبه وحطهم قدامه وقاله دي امانه ناخيك تشيلهالي عندك، وعشان حكيم ابو النخوه وسيد من يلبي وافق من غير اي اعتراض، ومن غير حتي مايعرف ايه اللي فى الصره، ورد عليه وهو عيمد يده ياخدها من عالمكتب:
أمانتك في الحفظ والصون ياابو دراع لغاية ماتطلبها.
اتشكره ابو دراع بعد ماحس إن هم كبير انزاح من فوق كتافه، وهم عشان يقوم، لكن حكيم وقفه وهو عيقوله:
ايه ايه، خيرك ياراجل على وين، بقي جاي تشتمني فموطرحي وتمشي يعني، كيف عايز تمشي من غير ماتاخد واجبك وانت حليت علي حكيم في موطرحه ضيف؟
خلص كلامه وماانتظرش ابو دراع يرد او يعترض، وفوراً وصاله على شاي ولنفسه كمان، وبعدها التفت لابو دراع وقاله:
أنت تقرأ
نفق الجحيم
ChickLitنفق الجحيم هي روايه تصف معاناة من زمن غابر.. حيث لا إنصاف لمن يُحكم عليه ان يدخل ظلماً وعدواناً لمعتقلات خفيه تسمي ببيوت الزوجيه.. من الخارج جدران من طوب وطين.. ومن الداخل براكين وحمم وأصفاد صنعت من قلب الجحيم..( ولكن) دائما من وسط العتمة يظهر شعاع...