٢٤

4.4K 268 5
                                    

نفق الجحيم الجزء الثاني الفصل الرابع والعشرون

معداش وكت كتير وتقريبا اهالي البلد كلهم عرفوا باللي جرا لعمران واد السيد، والكل جري عالغيط يشوف فيه ايه، ودهب هي كمان جريت على الغيط وهي عتندب وتصرخ، وزادت وهي واعيه واد بتها واول فرحه لقلوبهم واعز الولد غادي كيف القتيل وخلجاته كلهم دم، فقربت منيه وقعدت جار عبد الصمد وبلوم وعتب مشحونين بالغضب قالتله:
مالك لو سمعت كلامي ومخدتهوش مالللك، اديك جبته على قضاه اهه، هنقولوا ايه لأمه وابوه هتقولهم ايييه؟

عبد الصمد مكانش سامع ولا شايف غير بس عمران اللي فحجره وغرقان في دمه، وقلبه عيتنفض عليه ومحاسسش بالدنيا ولا بكلام الناس كلها، اللي يقول مات واللي يقول فيه النفس، وبعدها ولاد الحلال خدوه من حجره وجريو بيه عالمستوصف وهو وراهم هو ودهب، ومنها اتحول على مستشفي المركز بعربية اسعاف، وكل ديه ودهب وعبد الصمد معاه ومعارفينش راسهم من رجليهم.
وبمجرد ماوصلوا بالاسعاف للمستشفي ونزلوا بعمران، الدكاتره قوام خدوه من اديهم عالاشعات وفورا دخل عمليات، وفي الاثناء دي عبد الصمد ودهب شافوا السيد وبشاير جايين عليهم جري في الطرقه، وبمجرد ماشافوهم وشوش التنين اتنكست للأرض بخذي وخجل منهم عالامانه اللي تركوها معاهم ومصانوهاش.

بشاير وصلت عند امها وبحس منتهي من الوجع والقهر والخوف قالتلها:
مش قولتلك خلي بالك عليه يمه، ليه يمه إكده ليييه، قال واني اللي رايحه اندلى البندر اجيب غيارات للي فبطني عشان اتلقاه فيها لما اولده، طب كنت قعدت حرست الكبير وكان اللي فبطني نزل حتى فأي حاجه.. اياوجع قلبي عليك ياعمران ياولدااااي.
خلصت كلامها وقعدت عالارض وفضلت تنوح بحسها العالي،والسيد باصص عليها وكل عقله وقلبه وروحه فارقوه ودخلوا اوضة العمليات لولده وبكرى قلبه،
ومفيش دقايق وشاف بشاير عتصرخ بوجع وهي حاسه بألام الطلق عتضروب في ضهرها وبطنها كيف خناجر مسنونه، وحاولت على كد ماتقدر تدارى الالم وتصبر عليه، لكن السيد كشفها، وقوام شالها وخدها للاستقبال عشان الدكاتره يشوفوها،
وبمجرد الكشف قالوله حالة ولاده، مع انها يادوب مخطيه في التاسع بقالها يومين بس،
ووقف محتار بين مرته اللي عتولد، وولده اللي بين الحيا والموت في العمليات ومخابرش عن حالته حاجه، وكل اللي طالع بيده انه واقف يستغفر ربه على كل الذنوب اللي عملها فحياته، وخصوصي الذنب الكبير اللي خابر زين إن ربنا مش هيفوتهوله بدون عقاب،
لكنه كان طمعان في رحمة ربنا وفضل يناجيه إن عقابه ميكونش فعياله ولا فمرته، وانه يقتص منيه فصحته هو وعافيته كيف ماجرا لهمام قبل سابق، وهما يكونوا بعيد عن العقاب،لان الذنب ذنبه هو، وهو اللي يتحاسب عليه لحاله.

اما بشاير فكانت جوا كشك الولاده عتولد، ومع كل طلق يجيلها كانت تدعى لولدها ربنا يقومه بالسلامه،وطلبت من ربها إنه لو هياخد منها عيل ياخد الصغير ويهملها الكبير اللي لعبت معاه وسمعت حسه وهو عيناديلها وناموا على انفاس بعض، واتقاسموا كل شي سوا.
وبعد ساعات في اوضة العمليات طلعوا الدكاتره، وطمنوا عبد الصمد ودهب إن عمران عايش وقدروا ينقذوه وحالته مستقره، لكن جسمه مليان كسور مضاعفه، ودي كلها محتاجه كذا عمليه وشرايح ومسامير وهتصرف مبالغ طايله، لان الولد يعتبر العربيه طحنت عضمه زي مابيقولوا.

نفق الجحيم حيث تعيش القصص. اكتشف الآن