"تلاعُب" ١

873 17 2
                                    

_ طب خونتني ليه أنا عملت إيه ؟؟ .

_لأ مُستحيل بعد الحُب ده كُله تخونيني ؟؟ .

_ أنتَ بتضحك عليّا وعامل فيّا مقلب صح ؟؟.

_ لييه ده أنا حبِيتك ليه تعملي فيّا كده؟؟ .

والكثير والكثير مٌن هذه العبارات مِن أشخاصٍ مُختلفة في جميع أنحاء العالم علىٰ مدار جميع الأزمنة .. ويوجد مَن هو هُناك يُشاهِد ويبتسم بسُخريةٍ : 

- عجبًا لكُم يا بَنو آدم .. تؤمنون بشئ أسمه الحُب وتقومون لأجلهِ حروبٍ وعندما تتمسكون يُفلِتون ، تبكون تصرخون تُعاتبون وأنا هُنا أُشاهد بنَفسٍ راضية .

ويُكمل كلامه بشماتةٍ وبضحكة عالية : 

- كما تقولون عِندكُم صياحكُم طَرب

ثم يُكمل ضحكاته .

يقف ونظراته تملؤها الزهو والثقة مع لمحةٍ مِن الخُبث الذي في الأصلِ هو مُتأصل في أصلهِ ويقول مُعرفًا عن نفسهِ :

- أعُرفكم بنفسي أنا أهيس مِن شياطين بَنِي مالك ، لا أخفي عليكُم أمرًا فأنا قوي وخبيث وسبب تحطيم قلوب الكثيرين على مر العُصور ، نعم فأنا مَن أُوسوس لبَبِي آدم كي يخون ويكسر وعوده ويحرق صكوك عهوده التي ينسجُها وهو يهيم عشقًا ..

ويُكمل بحقدٍ دفين ونبرةٍ توضح العداوة والبغض الذي يكنه :

- أنتُم أيُها البشر مخلوقات غبية تؤمنون بشئٍ ليس له وجود وتَقبلوا أن تُقتلوا من أجلهِ .. لا يوجد ما تسمونهُ بالحُب بل هو حرب .. نعم حرب أنتزعتوا منها حرفًا لكي تقنعوا أنفُسكم بأن ما تتجرعونه مِن وجع هو شئ لابُد منه في الحُب ..

وبعدها يتوقف ثم يُقر بما يقتنع بهِ لكي يُبرر تصرفاته إتجاه عدوهِ مِن وجهة نظره بالطبع :

الحُب ماهو إلا كِذبة أخترعتموها وقدمتوا روحكوا قُربان وتستغنوا عن فرحتكُم لأجل حياة كاذبة .. أساطعُ عدم إقتناعي بمفهوم الحُب أم عليّ أن أُوضح أكثر !!

تستعر النار في عيناه وحقده يُشعل اللهيب به كما النار في الحطيمٍ ويبدأ في إقسامه بفرك كُل آمال مَن يُحاول أن يتبع نهج غير الذي يؤمن بهِ :

- لن أكِل ولن أمِل عن تحطيم كُل من يُحاول أن يقع في الحُب ، سوف أجعله يقع بالفعل ولكن في بئر أحزان ليس له نهاية إلا بنهاية صاحبه

وعد مني أنا أهيس من بَني مالك أن أكتُب نهاية مُروعة لكُل مَن يُخرِج قلبه إلي أن يَخرُج قلبه من بداية بَنِي آدم إلي نهاية بَنِي آدم ...

***********************

_ أنتَ سمعت إللي أنا سمعته .
- بقولك إيه سيبني في حالي أنا مش فايقلك .
_ ليه ياعم بس هو أنا واكل ورثك .
- مش وقت ظرافتك دي خالص وأقولك على حاجة أطلع برا .

العيب في بَنِي آدم | مُحاولة سيطرة | Where stories live. Discover now