العيب في بَنِي آدم | مُحاولة سيطرة |

" الشيطان يكسب " ١٣

خَفقتَ يا ابن آدم وخَفق القلب خوفًا .. ما عُدتَ بكاملِ نقائك ولا عادت لكَ روحًا .. ظللتَ تُجاهد أمام كُل بَنِي أجناسك ولا عاد لكَ أهل ولا عاد لكَ ناسًا .. خِصالك تجتمع عليك فما عُدت تدري بأصلك .. فما أصبحتَ مِن بَنِي آدم ولا تستطع أن تَعود خِصمك

بعد أن تلاعب الشيطان بخيوطه كأي بَنِي آدم أخذته قدمه للباب الفاصل بينه وبين "حُور" وطرق عليه وبعد وقتٍ بسيط فتحت وهى ترمي عليها الحجاب بإهمال فظهرت اجزاء مِن شعرها

فمد "آدم" يده وتلمسها وباليد الأُخرى دفع الباب ولف يده حول خصرها وشدها لداخل غُرفتهِ وهو يُلقي بحجابها علىٰ الأرض

ودفن وجهه داخل تجويف رقبتها وسافرت يده علىٰ طول جسدها وهى ترتجف مِن الخوف وصوتها هرب منها ولكن حاولت أن تقاومه وخرج صوتها مُذبذب مُعبء بخوفٍ :

_ آدم .. آدم بتعمل إيه

وهو كان بعالمٍ آخر فكان يتنفس داخل رقبتها كالغريق الذي وأخيرًا طفىٰ علىٰ سطح الماء ثم تجرأ أكثر وطبع أول قُبلة علىٰ عُنقهِا ورفع وجهه ونظر داخل أنهارها وهو يقول بصوتٍ ملئ بالعاطفة والمحبة :

- بحبك يا حُور .. بحبك أوي ، عُمري ما كُنت أتخيل إن حُب بَنِي آدم بيسعد كده .. تأثيره أقوى مِن الخمور ، خصوصًا تأثيرك أنتِ يا حُور

طبع قبلة علىٰ وجنتها ثم أنتقل للأُخرى ويد تقبض علىٰ خصرها تُقربها منه أكثر واليد الأُخرى تزيح شعرها عن رقبتها ليتسنىٰ له السفر علىٰ طولها والنيل منها كما يحلو له وهى كما الطفل الصغير تبكي وترتجف وتحاول باقصىٰ قوتها أن تبعده ولكنه كالجبل لا يتحرك

ورجع "آدم" يُكمل وهو صوته مكتوم بسبب دفن رأسه داخل مُلتقىٰ منكبيها :

- عيونك خطفتني .. صوتك عُمري ما سمعت رنته أبدًا ، آه يا حُور ولا ريحتك إللي أول ما بتقربي بتسبقك وبتخلّي قلبي يطير يحضُنك ، نفسي تبقي ليّا

أختنق صوته ونظر إليها والدموع تلمع في عيناه :

- بس نفسي ميطولكيش آذايا ، بجاهد نفسي يا حُور عشان حتى مجرحكيش بنظرة لكن مش قادر .. عايزك ومش قادر أكمل بس غصب عني سامحيني

أنهىٰ كلامه وهو يحملها ويُلقي بها علىٰ مرقده وجثىٰ فوقها فخرج صوتها وهى تحاول ردعه عن ما سوف يفعله وهى تلتمس الجزء المُنير بداخله قبل أن تبتلعه باقي ظُلمته :

_ آدم أنتَ كده بتؤذيني .. فوق مش أنا حُور حبيبتك أنتَ مش عاوز تعمل فيٌا كده ، طب أقولك أحنا هنتجوز آه والله هنتجوز وساعتها أعمل كُل إللي أنتَ عاوزه بس بالله عليك سيبني أمشي دلوقتي

وهو كان في عالم آخر فقد تمكن مِنه شيطانه بالكامل وشُعاع النور طُمس وأصبح كُل ما يراه "حُور" حبيبته وأكثر مَن تمنىٰ في حياتهِ و صُمت أُذانه عن أستعطافها ونبرة الخوف المُسيطرة عليها وعيناه لم ترىْ سيل الدموع المُتدفق مِن عيناها وهى تنظر له في براءة وخوف مما سوف يُقدم عليه