العيب في بَنِي آدم | مُحاولة سيطرة |

" صراع " ١٥

أُصبتَ بالعشقِ وأصبحتَ مِن أهل الجوىٰ .. هواء المُحب ينحبس إذا هوىٰ .. أصبح تائهًا ولا يدري مِن أي طريقٍ أتىٰ ، أصابكَ الوصب .. لا تدري أأُصبتَ بالنجوىٰ أم بالكذب .. نزلتَ إلىٰ الأرضِ تائهًا لا تدري أين الخلاص وبحثت في كُل صوب وحدب

_ تؤتؤ إغتصاب يا شيخنا .. تلامُس وتعدي على حُرمة ، تعرف إنك كده عصيت ربنا يا شيخ آدم

كان هذا كلام "عُمران" الذي كان مُبطن بسُخريةٍ وشماتة ظاهرة لكُلٍ مِن "آدم" و "عوف" فرد عليه الأخير بإستياء ولوم عندما لاحظ حُزن صاحبه :

= ما خلاص يا عُمران هو فيه إيه ..  محسسني إن الشيخ مبيغلطش طلاما بني آدم تبقى بتغلط

فرد عليه "عُمران" بإستهزاء :

_ أديك قولت طلاما بني آدم .. هاا يا عوف ياللي شكلك نسيت وبتدافعله

فجاوبه "عوف" بحدةٍ ودفاع عن صديقهِ :

= على إيدك بقى بني آدم ولا نسيت .. مش أنتَ السبب في كُل ده ، أنا ساكت وشايل في نفسي عشان مكُنتش عاوز أزعلك بس طلاما وصلت بيك تفرح لزعل صاحبك يبقى لازم أفوقك ..

وأكمل "عوف" كلامه بضيق ظاهر عليه :

= مِن أول ما مريم سابتك وأنتَ حالك إتبدل .. عصبية وزعيق ومش طايق حد ولمّا جيت قولتلك على أهيس كإنك ما صدقت تلاقي حد غيرك ترمي عليه الذنب بس خليني أقولك الصح وإللي كُنت خايف حد يقولهولك

أنتَ السبب يا عُمران مش أهيس .. هو وَسوس بس أنتَ إللي خونت ، هو هيئلك بس أنتَ إللي عملت ، هو زن بس أنتَ إللي سلمت ... أهيس وأي وكل شيطان برئ مننا ومِن قيامنا بالفعل ، آه عدونا ومذكور إنه أول عدو لينا بس بردو مذكور إن النفس هى أكبر عدو ودي بتواجهها شهر بحاله .. تقدر تقولي إنك في شهر رمضان وكل الشياطين متسلسلة مبتفوتش صلاة .. مبتكذبش .. مبتغضش بصرك .. مبتنمش ، هااا رد عليا هل مبتعملش كُل ده .. إيه بتبعد عينك عني ليه ما ترد يا مؤمن يا مطيع ربنا ... رد عليا يا مولانا ياللي بتستنى الخيم الرمضانية .. إللي بالمُناسبة مِن صنعنا وفكرنا أحنا .....

تنهد ثم أكمل كلامه وهو يكشف "عُمران" أمام نفسه ويُريه حقيقته التي ينكرها :

= أنتَ مبتركعهاش يا عُمران ومكُنتش محافظ على مريم عشان علاقتكوا تِكمل .. على الأقل آدم كان محافظ على حُور .. هاا آدم الشيطان إللي أنتَ محضره .. إللي مكنش مذكور إن أي شيطان يضايقك تحضره عشان تنتقم منه ، جريت زي أي طفل متهور وحضرت شيطان مش كمان جن لا شيطان وأنا بغبائي عشان بحبك وصاحبي كملت معاك ومشيت وراك وأنا عارف إننا هنتؤذي ، كان ممكن تخرج عن دينك وتخسر أخرتك ودُنيتك ، لا وكمان أنتَ مش مهتم بالقربان وعامل نفسك ناسي وكُل إللي همك تخلي أهيس يحب عشان تنتقم منه وياريتك لما حَب أنتَ أستفدت بحاجة حتى مريم إللي المفروض بسبب زعلك عليها عملت كُل ده تحاول تصلح وترجعلها مش في دماغك