" ندم " ١٤

94 10 0
                                    

لا أدري مَن أنا الآن .. بَنِي آدم تلبسهُ شيطان .. أتعايش علىٰ أنني ممسوس أم أنني انسان .. أأنا في السماءِ مع السرب .. علي أن أُسلم قلبي للآلام أم أظل أُعافر لأصِل للآمان .. أأنا في الأرض مكتوب علي أن أجري علىٰ الدرب .. هل سأقع في الشِرك تحت وطأة بن بَنِي غيلان ؟!

أشرقت الأرض بنورِ ربها وجاء شُعاع الشمس علىٰ أعين "آدم" فتململ مُنزعجًا وفتح عيناه وهو يحاول أن يستوعب أين هو .. قام مِن موضعه وأدرك أنه بعد حديثه مع "حسحاس" علىٰ الشاطئ أمام البحر غلبه النوم في مكانهِ ، نظر للبحر مُتذكرًا ما حدث قبل أن يغفو

' الليلة الماضية بعد أن أنتهىٰ مِن كلامه مع الشيطان "حسحاس" ظلّ واقفًا وعيناه مصوبة علىٰ أمتداد البحر المُظلم كإن عيناه تصبغ لونه الأزرق بسوادِ روحه وهدوء المكان حوله يُفزع ولكنه لم يَفزع بسبب أن ضجيج رأسه يشوش علىٰ أي شعور آخر

حَول نظره إلىٰ السماء فأدمعت عيناه كإنه يعتذر عمّا فعل اليوم وظلّ كاتمًا لشهقاتهِ إلىٰ أن غلبه ضعفه أمام خوفه مِن الله وأصبح يبكي وهو يتحدث مُتأكدًا أن الله يراه وكلامه غير مُرتب :

- غلطت وعصيتك ومش أي عصيان .. سُكر وزنا وكشف ستر وفوُت فرضك وشيطاني نساني حتى أذكُرك ، مَكنش قصدي .. أنتَ عارف إني بحاول وعارف أنا بقيت أحبك أد إيه .. عشان كده كرمت الإنسان بس يارب أنتَ مكرمتوش بعقله ولا بهيئته لآ أنتَ كرمته إنه في رحمتك .. عارف إنه مهما يعمل هتغفرله .. عارف إنك موجود ومعاه .. عارف إنك شايفه وحاسس بيه

بس همّ ليه مبيخافوش يزعلوك .. أنا الشيطان بقيت أحبك وخايف أزعلك مني وبدعيلك تحبني ليه عبدك إللي فضلته عليّا مبيعملش زيي وليه أنا مش في مكانته ، أنا مش بعترض والله يارب ما بعترض أنا بس عاوز أفضل "آدم" عاوز أفضل مِن بَنِي آدم عارف إني مِن أول الخليقة عدوهم وسبب عصيان "سيدنا آدم" ليك وغويته ياكُل مِن الشجرة وهمّ دلوقتي مش مستنين حد يغويهم همّ الغواية نفسها .. حواء بقت سلعة وآدم المُشتري ومِن كُتر وسواستهم لبعض مبقاش ليّا وقت أوسوس أنا .. كُل واحد فيهم بقى ماشي وفي إيده التفاحة

بس دلوقتي أنا لا عاوز أغوي ولا عاوز أوسوس كُل إللي عاوزه أبقى مِن ضمن عبادك الصالحين حتى لو مش مكتوبلي أفضل بَنِي آدم أعرف بس إني في رحمتك وأنتَ رحمتك يارب وسعت كُل شئ وأنا أصغر شئ أنتَ خلقته

أنهى كلامه وهو يسجد علىٰ الرمال وهو يُتمتم :

- اللهُم لكَ سجدت .. وبك آمنت .. ولكَ أسلمت .. سجد وجهي للذي خلقه وصوره وشق سمعه وبصره .. تبارك الله أحسن الخالقين '

فاق مِن سرحانه وهو يتنهد كإن جبال الدُنيا تجثم فوق صدره وأنتصب واقفًا قاصد التوجه إلىٰ غرفته وهو يذكر الله في كُل خطوة وداخله يلتمس مِن الله غفرانه وأن يمن عليه بمُسامحة "حُور" له

العيب في بَنِي آدم | مُحاولة سيطرة | Where stories live. Discover now