' مُحاولة سيطرةٌ وللصراعِ باقيةٍ ' ٢٠

180 13 2
                                    

مازلتُ أُصارعُ نفسي بنفسي .. لازلتُ آرىٰ في إنعكاسي ظلّي ، مُتيقنُ مِن مُحاربةِ نصفي لكُلي وأنا الخائف لإستحواذِ كُلي .. صراعُ الآبدية قائم ليومِ العقابِ .. أُحَاسِب نفسي قبل أن أُحَاسْب في يومِ الحسابِ ، يظهر لي كالوردِ ولكن الشوك مخفي .. يقوىٰ بإقامةِ ظهري ويضعف عندما أحني ، يُصبح بنّاء وقت التوبةٍ .. يصرخ عليّ بقذائفهِ وقت المثوبةٍ ، يحملُ الخراب في يداهِ .. يدفعُ التائبِ عن هُداهِ ، يبلعُ الماءِ عِند الوضوء .. يتسلل لكَ عند الهدوء ، كالحاجزِ بينكَ وبين القِبلةٍ .. يُخيل لك وقتها القُبلةٍ ، صُم بُكم عن القُرآنِ .. عُمي عن الرحمةِ والفُرقانِ ، حَصن نفسكَ وأستعن باللهِ .. أهزمه بالا إلَه إلا إلَهي ، تَوجه بقلبك للربِ الكريمِ .. وقُل أعوذُ باللّٰهِ مِن الشيطانِ الرجيمِ

- همممم آدم عَقد قرانهِ ولكنه لا يعلم أن أهيس قد عَقد عزمهِ .. خطوتَ للحلالِ وأنا سأجعلك للحرامِ راكضًا ...

أُخرج الخبثُ أثناء وضوءه وهو ناظر للمرآة فجف حلقه ونظرهُ ثُبتَ علىٰ هيئتهِ أو بمعنىٰ آخر علىٰ شيطانهِ فكان "آدم" يتوضأ قبل الأذان ولكن عندما لمحَ إنعكاسهِ في المرآةٍ وجده نفس ملامحه ولكن محفور عليها الخبث وعيناه سوداء بالكامل ومرسوم علىٰ شفتيه إبتسامةٍ مُقبضةٍ جعلت "آدم" العبد المؤمن الموحد الذي كان يتهيئ لمُقابلة ربه ويمشي في نور الهدايةٍ تتوقف يداه عن تكملة وضوءهِ وتتسع عيناه بخوفٍ ونبضاتهِ تتقاذف بشدةٍ داخل صدره وأنفاسه تتسابق مِن فرط خوفه مِن نصفه الشيطاني .. ونسى فرضه ووضوءه وهدايته وهذا عمل الشيطان ...

فأكمل "أهيس" كلامه وبسمته تتسع أكثر ويتقرب مِن "آدم" فيتضح سواد عيناه وهو يقول له :

- أظننتَ أنكَ عليّ تُسيطر ولكني أنا أصبحتُ عليكَ مُسيطر .. سيطرة النفسُ علىٰ النفسِ مُمكنةٍ ولكن سيطرة بَنِي آدم علىٰ شيطانهِ مُهلكةٍ ...

كان يسمع صوت ضربات قلبه وإرتعاش قدماه ولكنه تمسكَ بالحوضِ السيراميكي حتىٰ لا يقع مُغشىٰ عليه بسبب إكمال "أهيس" لكلامه :

- إذا فقدتَ وعيكَ الآن وأنتَ في هذه الحالة تيقن مِن سيطرتي الكُلية عليكَ .. فأنتَ في منزلي ومنزل كُل شيطان وأنا بقوتي حاليًا أقدر علىٰ جعلك تسجُد لي ...

فقطع "آدم" كلامه وعاد له صوته وتشكلت الكلمات وحدها عندما ذَكر فكرة السجود له فخرجت كلماته المُدافعةٌ :

- أنـسـىٰ أنا مبسجُدش غير لواحد بس .. ربي وربك ورب الكُل ، مش هتقدر تخليني آمنلك عشان أنا قلبي حتى لو فيه بذرة واحدة منورة بالإيمان هتقويني عليك وعلى ضلمتك ...

لم يستسلم شيطان في يوم ولن يكل في بثِ سمه حتىٰ يقضي بظلامهِ علىٰ نورِ أعداءه .. و"أهيس" ليس كأي شيطان بل هو شيطان زائدةٌ علىٰ ظلمتهِ ظلام بَنو آدم فأكمل كي يصل لمُبتغاهِ :

- أواثقًا أنتَ مِن أنكَ في الأصلِ اللّٰهُ راضٍ عنكَ ؟؟ هل بعد كُل خطاياكَ سيتقبلُكَ ؟؟ هل بعد تدنيسكَ سيُطهركَ ؟؟

العيب في بَنِي آدم | مُحاولة سيطرة | Where stories live. Discover now