كالحجرِ أنا ولكني لكِ لينتُ .. كالفراغِ عالمي والبراح في وجودكِ ، كالإسودِ أنا وشتىٰ ألواني داخل مُقلتيكِ .. كالغريقِ أنا وفي يديكِ النجاةٌ ، كالغريبِ أنا وأنتِ الوطنٌ .. كاليتيمِ أنا وفي حضرتكِ الأهلٌ ، كالداءِ أنا وكلامكِ الدواءٌ .. كالمكذوبِ أنا وأنتِ الكذبة المُصدّقةٍ ، كالأبكمِ أنا وفي فمكِ الحروفٌ .. كالتائهِ أنا وأنتِ نجمة الوصولٍ ، كالزييفِ أنا وأنتِ حقيقتي الوحيدةٍ ..كالزاهدِ أنا وكالغواية أنتِ ، كآدام أنا وكحُور عينهِ أنتِ ...
" مكتوب لكُل الحبايب وعد يتقابلوا .. في يوم حنين أحن مِن إللي كان قبله " صدف فؤاد حداد ؛ فاليوم كُل حبيب سيجتمع مع حبيبهِ .. اليوم ستكتمل الأنصاف وتتحد القلوب مِن جديدِ برابط أقوىٰ مِن الحديدِ .. الوعود سَتُفىٰ اليوم ، وعد الحبيب المُلّح بصونِ الأمان لحبيبهِ الخائف !! وعد الحبيب الجارح والمجروح مِن حبيبهِ وأقسم علىٰ تعويضهِ !! وعد الحبيب القديم لحبيبهِ الذي نزغ الشيطان بينهم ونَفس الشيطان سيُعيدهم !!
فكان "عُمران" يتجاذب الأحاديث مع اصدقاءه ولكن توقفت كلماته عندما لمح طيفها يدخل مِن بوابة الحفل .. أغمض عيناه بقوة لعل عقله يُهيئها له ولكن عندما تفرقت جفونه ووجدها تدخل بثوبها الأحمر الذي جعلها كوردة في منتصف ربيعها وتتجه صوب واحدة لم يُميزها أو في الأصل هو غير مُنتبه لأحد أو لشئ سواها .. فاق مِن التوهة التي ابتلعته علىٰ يد وُضعت علىٰ منكبه وصوت مرح يقول له :
- يلا ربنا يجعلنا نوفق راسين في الحلال زي ما وفقنا راس مُرسي العجل وحسنية الجاموسة في العيد
قهقه بقوة علىٰ تعابير "عُمران" المندهشة والتي مازالت تحت تأثير حضرتها وظهر ذلك علىٰ صوته عندما قال :
- هى .. هى دي مريم بجد يا عوف !!؟
تأثر "عوف" علىٰ صديقه وعدم تصديقه لوجود "مريم" التي أحبها .. نعم ف "عُمران" أحب "مريم" مِن السنة الأولىٰ لدخوله الجامعة عندما رآها أول مرة وأُعجب بها وكانت قصة حبهما معروفة بين الطلاب علىٰ مدار الثلاث سنوات دراستهم .. فكان حُب "عُمران" لها واضح وظاهر للكُل وتقدم لخطبتها وهم في السنة الثانية لهم ولكن قُبل بالرفضِ مِن والدها لصغرِ سنهم وعدم إمتلاكه وظيفة بدخل معقول وأثقل علىٰ كاهلهِ بالكثير مِن المطالب التي تُصنف تعجيزية في زماننا هذا ولكن لشدة حُبه لها وافق علىٰ جميع مطالبهم وسعىٰ لدرجة أنه بجانب دراسته كان يعمل في وظيفتين رغم إنه مِن عائلة ميسورة الحال لكنه أراد أن يتزوجها بمجهوده وماله
سَرح "عُمران" في مقابلة جمعتهم سابقًا بعدما رفضه والدها
"
كانت جالسة تبكي بحرقةٍ وضعف وهو رغم حزنه وإمتلاء عيناه بالدموع ولكنه تماسك لأجلها .. أقترب منها وحاوط كفها بيداه وهو يقول بصوتٍ حاول بكُل جهده أن يملؤه بالحنان :
YOU ARE READING
العيب في بَنِي آدم | مُحاولة سيطرة |
General Fiction"جاري تعديل وإضافة سرد" شيطان لا يؤمن بالحُب ويقوم بتدمير كُل العلاقات البشرية فهل إذا نزل لأرض البشر سيظل على رأيهِ ... نُـعيب زمـاننا والعيبُ فيـنا "وهيبقى مصيري زي مصيركوا مطرود بإرادتي مِن رحمة إللي خلقني متأصل فيكوا الشيطنة فخلّيتوا الشيطان ا...