حوريه في قلب الليل

الخامسة والثلاثون

#حوريه_في_قلب_الليل
#حكايات_mevo
البارت الخامس و الثلاثون...
كان جاسر وليل قد تحولا لاموات وكل واحد فيهم ياكل روحه من هول الجرم الذي ارتكباه والايام تمر دبح علي روحهما والشهور تتوالي وهما قد هلكا من القهر لا يتكلمان الا القليل منغمسان في العمل وفقط والشهور تنهش اجسادهما.ميفو السلطان .
كانا قد ذهبا الي دار العتامنه وارجعا الفتاتان واجتمع الكبار لتستعيد الفتاتان سمعتها الطيبه ويحق كل من ليل وجاسر نفسه لتلك العائله وتقام عقوبه قاسيه علي زكريا باخذ أجزاء من أرضه لحوريه ولؤلؤ. وهنا وقف ليل بينهم يحق نفسه للكل كان الكل مبهوتا ان ليل يفعل ذلك في عقر دار العتامنه. لكن الليل يفعل اي شئ من أجل حوريته واسترجاع كرامتها. وبهت الجميع عندما اخرج ليل ورقه حجه دار الرفاعيه مكتوبه باسم لؤلؤ وحوريه كان شيئا مستحيلا فدار الرفاعيه عريقة منذ زمن الزمن ولكن ليل ألقاها تحت أقدامهم.
هتف.. الدار دي دار حوريه ولؤلؤ ستات دار الرفاعيه. يامرو ويتحكمو وما حد ينطج. واي حاجه يرضو بيها اني كفيل اعملها لو طلبو ارض ليل الرفاعي كلها هرميها تحت رجل بنات العتامنه. لا عاد رفاعيه وعتامنه ولا حزن اسود. فيه ليل وحوريه وجاسر ولؤلؤ. فيه بنات دخلو شالو الغل من الجلوب وحطو جواه نور وخير الدنيا. ليل الرفاعي واجف في وسط العتامنه خزيان وموطي راسه رايد يستسمح الكبير والصغير. اهل مرتي الغاليه اللي هشيلها بعيوني. كان الكل مصدوما من فعلته ليعلمو انه يحب حوريه ويعشقها حتي يفعل ذلك.

مرت الايام وحالهم يغم. كان جاسر ذو الطبع اللين اصبح كالنار لا يقدر أحد أن يردعه من غضبه وعصبيته كان كلما احس بالغلط يدخل علي صابحه ينهال عليها فهو تحول الي ليل اخر كان يفعل مايفعله ليعود الي مقعده ولا يخرج منه وقد انعزل تماما. كان يناجي حبيبته ويعيب نفسه الف مره والشهور تمر وجنونه زاد وفاض.
اما الليل فأصبح في حال. اتشح ليل بالصمت لا ينطق ولا يغضب وتخلي عن العنفوان تحول الي ميت متهالك. كان الكل يستعجب أين ليل ولكن الليل تاه في الظلمه التي وضع فيها نفسه بيده. كان كل ما يفعله يعمل ويعود ليقفل علي حاله.. يخرج ملابس حوريه ويحتضنها كان لا يعرف كيف ينام كان يتلمس خصله شعرها ويذرف الدموع. نزلت دموع ليل حسره علي حب حياته الذي ادرك اخيرا انه هو الحياه. دواء الليل المظلم. كان الكل يتحسر عليهم والأب يشعر بالقهر فهو قد فقد أولاده فجاسر اصبح مجنونا لا يقدر عليه احد وليل لا ينطق ولا ينفعل لاي شئ سكون وسكوت غريب كأن روحه انسحبت جثه هامده تتنقل. فالنفس راح بروح الملاك الذي دخل حياته وقتله بيده ليقتل روحه. كان يركع لرب العباد ويطلب زوجته منه باكيا نادما كان اللين بقلبه وصل مداه حتي أصبحت شهقاته تسمع للكل في مناجاة ربه.
كان ليل يجلس في مرسمه ينظر الي لوحتها التي اكملها يتلمسها بحنان ويخرج من جيبه خصله شعرها يشمها بحنان نظر الي السماء ساهما و قلبه يرجف لتلك الجميله ذات الشعر الذهبي التي هام بهما ليغمض عينيه ويضع يده علي قلبه.
همس.... وحشتيني جوي.... تعبت والله تعبت يا جلب ليل والله جلبه ..يا تري عامله ايه يا جلب ليل لوحدك. رجعتي خايفه تاني رجعتي تترعشي. يا تري انتو فين جلبي بياكلني من رعبي عليكي يا عمري. بتعملو ايه طيب عايشين ازاي ومنين لتتساقط دموعه. ما مصدجش اني عملت فيكي اكده. اني كت شر يا جلبي والله بس تبت والله تبت عن غلي وجرفي. بعدك نضف جوايا ماحاسسش بغل لحد. ليل النار راحت من جواه. يا تري هياجي يوم واحطك تاني في حضني هتخشي تاني بكيفك وتنامي في حضني. اه ما استاهلش انك تبصيلي بس يمين بالله جلبي بيتمزع. الله يخربيت التار اللي حرج جلبي وهبلني خلاني راجل جاحد بيمشي ورا الغل والكبر.. دا حبيبي كان نايم جط صغير في حضني بشعره الجمر. اجول ايه جلبي بيصرخ شهور ماعارفش انام. ماهي كت دوا تدخل حضني انام واحس بجسمها يخدرلي جتتي.. يا رب ايه الوجع ده.. زمانتك خايفه يا جلب ليل واني مش جارك. ماكتش سند ولا حبيب حاسس بجهر السنين. تجابلني تجلي ماصدجتش فيك انا واثجه فيك وانا اجابلها بيدي علي وشها ينزل يهري جلبها. تجولي ماعتش هبقي لحمك.. كيف ده داني اموت يا جلبي وتبقي ضفرك اطوله. حبيبي الحنين الطيب اللي جلبه مليان مسامحه. عجلك كان فين يا محروج. دي بجلبها ده ماتعرفش غير انها تسامح. مابتعرفش الغل من اساسه طيبه السنين يا جاحد. التار هبلك وتربيه مرت عمك خلتك جاحد من الغل انت ماتستحجش حوريه انت حرجه جلبك تستحجها. شهور بعدها جهرني حاسس بعار ماحد حاسه غيري حاسس اني ماعت هنفع الا اني اكون مره وكيف النسوان من العار والشين اللي اتنجعت جواهم. بس يا رب إني تبت تبت والله. يا رب رجعهالي رجعلي حبيبي بس عهد عليا لارجعك جوا جلبي وفي نن عيني.
ظل جالسا ودموعه تنسال دونا عنه.مر الوقت. رن تليفونه تنهد وفتح تليفونه ليهوي قلبه عندما ياتيه صوت ذلك الرجل ويخبره عن مكانهما هب من مكانه وذهب لاخيه يصرخ في اخيه.... لجيناهم يلا بسرعه ليقوما ويحجزا طائره يصلا الي بيت البنات اندفعا يطرقان الي البيت
لتقوم لؤلؤ متعبه كانت قد حان ميعاد ولادتها لتتحامل علي نفسها تقوم تتسند الحائط فكانت متعبه شاحبه وقدماها متورمتان وتؤلماها بشده وعندها ضعف عام من سوء التغذيه.
وصلت الي الباب وهيا تلهث لتفتح الباب اخيرا هوي قلبها. فأمامها ليل وجاسر الذي انسل ما ان راها في تلك الحاله.
ترنحت هيا بتعب اندفع يحتضننا لتمسك يده وتحاول ان تستعيد وعيها. دفعت يده وتسند علي الحائط.
قال وقلبه يخفق من السعاده... جلبي انت حامل يا عمري..
قطبت َمن نبره الحنين في صوته لتتحامل علي نفسها وتحاول ان تعود الي الكرسي .
نظر اليها والي تعبها وشحوبها وهيا تتاوه في مشيتها اندفع وحَملها وذهب بها الي الكرسي يجلسها برويه.
دفعت يده بعيدا تنهد يتاملها رغم شحوبها لا تزال جميله
قالت بغضب.... انتو جايين ليه نعم خير.
قال ليل.... حوريه فين..
ضحكت هيا.... ياه وبتسال ليه يا ليل بيه.
اندفع الي الداخل يبحث عنها وجاسر مشلولا يتاملها بعشق غير مصدق حالتها وانها تحمل طفله هتف ...وحشتيني..
نظرت اليه بغضب حارق تنهد.... والله وحشتيني.
عاد ليل ملهوفا.. حوريه فين.
ضحَكت....انت مال اهلك. تلزمك في ايه مش رميتها.
قال ... لؤلؤ.... متخلنيش اتغابي عليكي فين حوريه.
قالت.... ايه هتضربني تاني يا ليل بيه والا هتعمل ايه قولي اعرف. والا المره دي جاسر بيه اللي هيضرب. جاي ليه منك له ايه البجاحه دي.
صرخ ليل.... ماتنطجي البت فين.
قالت بسخريه...لا والله.. طب يا سبع .. اختي بتشتغل.
بهت ليل.. بتشتغل... بتشتغل ازاي دي مابتعرفش تعمل حاجه.
قالت ضاحكه بسخريه... لا ماعقبال امالتك اتجرأت وقدرت عالدنيا اللي قدرت عليها بتشتغل في كافيه تخيل اختي بتقدم مشروبات للزباين وبتغني كمان.
صرخ ليل.... بتجولي ايه انت تقدم ايه دي تعرف تعمل اكده يا مري مرتي بتغني.
لتهتف وتحرق قلبه.. اه بقت بتعرف والزباين بيدوها بقشيش حلو. ما هي حلوه وصاحب المطعم شارط عليها تفرد شعرها وتلبس مسخره. ودا يملس ودا يحسس هتفرحلها قوي.
هوي قلبه... اني مرتي فارده شعرها للخلج ولابسه مسخره وبتغني وبيحسسو عليها ليتلبسه الشياطين.
قال صارخا...... طب انطجي هيا فين.
ضحكت... لا اسفه والله ماحبش اخرب علي اختي وشغلها.
صرخ.. انت مجنونه يا بت انتي مرتي بتحسس عليها يا حرجه جلبي.
ضحكت.. ماتخافش التحسيس بفلوس وبقشيش مابيتحسسش عليها ببلاش.
انقض عليها ليدفعه جاسر.. بعد يدك.
صرخ.... مش سامعها بتجول ايه يا فضحتك يابن الرفاعي.
ضحكت لؤلؤ.. انت لسه هتتفضح يا دكر. لا الفضيحه طالتك من زمان تصدق منظركو قدامي عايزه اجيب اللي في بطني.
صرخ بحرقه.. بطلي فكري في اختك جولي هيا فين.
قالت... هقلك والله بجد نفسي اشوف منظرك وانت مقهور. اه ابقي افتكر خد ورد وانت رايح عشان تبارك وتهني.
قطب جبينه ليهتف.... ابارك واهني انت بتجولي ايه.
ضحكت... اصل عقبال عندك حوريه هتتجوز.
صرخ.... نهارك اسود مين اللي هتتجوز. احس بقلبه سينشق ليهجم عليها يمسكها من ذراعها لتصرخ.
اقترب جاسر ودفعه.... اتجنيت بعد يدك عنيها.
صرخ ليل.... بتجولك هتتجوز واعي لحديتها ده.
اكملت هيا... الله وانت زعلان ليه. بس عموما لسه هتفرح اكتر لما تعرف ان الجوازه عرفي.