الفصل الثاني و الثلاثين: قصة حب جديدة!.

937 84 33
                                    

ليقول بدون وعي: ويحك يا فاتنة فإن قلبي ليس بِكُفء أن يحتمل كل هذا الجمال الآخاذ.

لتنظر له بصدمة و لكنها عالجت نفسها بسرعة و قالت: صباح الخير يا دكتور قاسم، أنا دكتورة أيلول إسلام محمد عبد الوهاب، و أنا بعتذر عن فظاظتي لما دخلت مكتب حضرتك من دون إستئذان.

ليظل يطالعها بهيام خفي و هو يقول بداخله: طب و بالنسبة إنك دخلتِ قلبي من غير إستئذان، دي هتكفري و تعتذري عنها إزاى؟.

لتظل تنظر له على أمل أن يبادر بالحديث أو أي شئ و لكنه لم يفعل فهى لا تدري بحالة الهيام التي تتلبسه بوجودها، ليقضي تلك الأيام الفائتة يراجع حساباته مرة أخرى، أيعقل بأن هذا هو الحب؟، و إن كان كذلك، فما الذي كان يكنه لروميساء إذا كانت حالته تلك حبًا؟، هل هكذا يخون حبه لروميساء؟، و لكن كيف توجد خيانة إذا كان الحب غير موجود؟!، و إن إعترف بهذا، فهذا ينكر حبه لروميساء و إن صح أن نسميته هكذا إذن، فالحب هو الذي دخل لقلبه حين هبت رياحها الخريفية، لتسقط أوراق حبه الميت لروميساء، لتزهر بعدها أوراقه الحقيقية، كان يحافظ على صمته لعله يتشرب ملامحها أكثر، ليستفيق عليها و هى تلملم شتات أشيائها، ليقول بسرعة: أهلًا بيكِ يا دكتورة، لا عادي مفيش حاجة المكتب و أنا تحت أمرك.

لتنظر له بحاجب مرفوع و قالت: أفندم!.

ليقول هو بتوتر: قصدي لو حضرتك حابة تسألي في شئ يخص الشغل، مش قصدي حاجة.

لتومأ له و قالت و هى تعطيه بعض الأوراق: تمام، أنا أسفة، عمومًا دي شوية أوراق لحالات كنت بتابعها لمرضى حضرتك، ممكن حضرتك تطلع عليهم علشان فترة العلاج اللي هتبقى تحت إشراف حضرتك، عن إذن حضرتك.

لترحل بعدها و هى تزفر بقوة، لتمسك هاتفها و تجري مكالمة و قالت بها: أيوة كل اللي طلبته حصل.

لتسمع كلمات الطرف الآخر ثم قالت: لولا إنه طلبك بس مكنتش هوافق، يالا سلام علشان ورايا شغل.

كادت أن تكمل طريقها، و لكن دنت منها إلتفاتة تطالعه من الزجاج و هو يبدأ العمل و يتمتم بأشياء لا تعرف كهنها، لتقول: كان إيه بس اللي وقعني فيك من تاني.

لتنظر بعدها للأمام و أكلمت طريقها للمكتب، أما هو بالداخل فبدأ يطالع تلك الأوراق و قال بسخرية: إستخرج كام مرة قالت فيها حضرتك!، على أساس اللي بتعمله فيا و فى قلبي هتعالجه كلمة حضرتك!، دي أقل حاجة جواز علشان تسكته.

ليزفر بقوة حتى يهدأ من أحاسيسه التى تهاجمه بضراوة و ينظم وتيرة تنفسه المأخوذة بوجودها، فلايزال عبقها يملأ المكان من حوله و طيفها لايزال متواجد فى مكان وقوفها يحرسه و يحرس قلبه لحين فتح أسواره، ولا تعلم أنه بمجرد شعوره بمرورها من حوله هو يرفع الرايات البيضاء.

أما عند حسنائنا تلك الحبيسة بغرفتها أو بمعنى أصح شرفتها، تنتظر رجوعه، كمسافر يترقب وقت العودة للبلاد حتى يتمرمغ بترابها بحب و يلفحه دفأها، تترقب عودته ليل نهار لا يغمض لها جفن لفترات طويلة لئلا يعود و تفوت رؤيته، ذبلت زهرتنا خلال فترة مكوثها و ترقبها عودته، لا ونيس لها سوى أغاني فيروز الحزينة فى تلك الأجواء الشتوية التى تعيد لها الحنين لها مرارًا و تكرارًا، لا تجد أحد يطمئن قلبها المكلوم الولع برؤيته، و كأن العالم يثأر لقلبه المكسور الحزين الذي تجرع الخذلان منها.

أتلمس طيفك (الظل المشرق بعتمة الليل) "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن