الفصل السابع عشر: حقيقة تُكشف!.

1.2K 95 59
                                    

كان جالسًا فى ذلك المقر، يشاهد علم بلاده يرفرف فى الهواء بلونيه الأزرق و الأبيض و بينهما تلك النجمة المفرغة، نجمة داوود، يتذكر تلك الأيام التى مرت و تلك التصرفات التى كانت تصدر منها، و تماسك ذلك الشاب فى عدم قتلها بمحلها، أيعقل بأنه تجاوز الأمر، أم أن هناك لعبة تنحاك من خلف ظهره؟، ليدلف رجلًا آخر مرتديًا قبعة سوداء صغيرة و ينزل منها ضفيرتان، كما هو حال اليهود هناك، ليقول ذلك الرجل بلغته العبرية تلك التى كان يتحدث به‍ا شخصنا الخفي: حسنًا يا أيها الطبيب سليم هل إستفدت من مؤتمرك الطبي، أم عليٰ القول يا ديڨيد بدلًا من سليم ذلك.

ليلتفت له سليم بشكله الجديد فعينيه البنية تحولت خضراء ممزوجة باللون البني، فهو كان يضع عدسات "اللينسز" و بشرته قد فتحت درجتها بعد أن كان يضع عليها مادة تغمقها، و صوته تغير نوعًا ما، ليرد عليه بنفس اللغة: بينجامين إلى متى ستستمر تلك اللعبة البلهاء تلك؟.

ليبتسم له بينجامين بسخرية و يقول: إلى أن تأتينا بتلك الأبحاث يا قلب بينجامين.

ليقول بجدية: لقد تركناك تمرح معها طويلًا يا عزيزي، و الآن قد حان وقت الجِد، نحن لا زلنا نريد تلك الأبحاث، و نحن نعلم بأنك تعلم مكانها، فلماذا تماطل؟، و ذلك الشاب المسمى ببلال ألم تجعله مدمن يا عزيزي، فها قد أطحت به بعيدًا، لماذا ننتظر؟.

ليتابع بحقد: يا رجل لا استطيع أن أنسى ماذا فعلوه هؤلاء القوم بأجدادنا، كيف قد أذلوهم فى تلك الحرب المقيتة، و كيف بعدها قد مدوا يدهم بالسلام و كأن شيئًا لم يكن، و كيف حاز ذلك العجوز الخرف السادات على جائزة نوبل للسلام، و لم يكتفوا بعد بل أخرجوا علماء لدهسنا و لدهس البلاد العظمى الأخرى، و لكننا قتلناهم، قتلنا تلك البلهاء سميرة، و كذلك فعلنا مع عزيزتنا راميس و لكنها نجت بأعجوبة، لكن الآن لا مزيد من الأخطاء يا عزيزي حتى لا تغضبنا منك، و انت تعلم عندما نغضب من الشخص ماذا يحل عليه بسببنا.

قال جملته الأخيرة بتحذير مبطن، و لازالت تلك الحرقة التى فى كلامه تحتل حلقه، و كأن ما يتحدث عنه هو حقه، حقه المكتسب، ليتحول المغتصب الغاشم، لصاحب حق ضعيف، أما عنه هو فكان يفكر كيف يأتي بتلك الأبحاث بدون أن يمسها أذى، يعلم بأنها ليست هى و قد تأكد بسبب ذلك الڤيديو ليقوم بأبحاثه و يعرف بأنها لعبة من المخابرات المصرية، و حقًا قد طليٰ عليه الأمر، و لكن تلك الفتاة قد حركت بداخله شيئًا ما، لم يكن يجب أن تمسه، ليتركه يتحرك خلفها و تجني عواقب المساس بقلبه، ليقول هو: حسنًا يا عزيزي بينجامين، سأنهي الأمر.

ليرحل عن ذلك المكان، المسمى بالموساد، ولا يزال عقله مشغول بمن سرقته و رحلت.

أما على الجانب الآخر كانت تفتح عينيها بنعاس و ملامح وجهها قد أقتربت من بعضها بسبب عدم إعتيادها على الضوء، و عليها أن تعترف رغم عدم راحتها فى ذلك الوضع الذى تتخذه إلا إنها غطت بعمق فى النوم، و كأنها لم تنم بحياتها، لترفع وجهها له لتجده يطالعها بحب، لتقول بخوف و قلق: رامي إنت كويس؟، حاسس بحاجة؟، هروح أنادي الدكتور.

أتلمس طيفك (الظل المشرق بعتمة الليل) "مكتملة"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن