الفصل الثّامن ﴿حقيبة أمي﴾.

460 88 33
                                    


قدّر تعبي بنجـمة مِن فضلك❤⭐

. . .

أتسگـع في حِوارَي عينـيك بين اللهفـة والإنتظار، تتخطّـفني الأشواق، وترهقني لحضـات غيابـگ ومواعيدك التي تبيعـني الوهم، أتلفّـت كلّمـا شممت عطرا يشبهك♡.

. . . . . .

كانت مريم قد انتهت أخيرًا مِن إعداد الملف الذي طلبه إدوارد، شعرت بثقل الإرهاق يضغط على كتفيها وهي تخطو نحو مكتبه ثمّ وقفت أمام الباب لتُنزل رأسها وتتنفس بعمق وثقل، مدت يدها لتطرق الباب بخفة، وكأنها تخشى أن تزعج الهدوء الذي يحيط بالمكان. وبعد لحظات مِن التردد، أدارت المقبض ببطء ودخلت.

رفعت رأسها ببطء، لتبدأ في التحدث وعيناها مُحمرّتان قليلاً بسبب البكاء، فكان مِن الواضح أنّها أخذت قِسطًا مُعتبرًا مِن العويل. رفعت عينيها لتبدأ في الكلام لكنها تفاجأت عندما وجدت الكرسي فارغًا. تحركت خطوة إلى الأمام وهي تتنهد براحة لأنها لم تجده، وكل حواسها كانت تلتقط بقايا وجوده في المكان؛ رائحته لا تزال عالقة في الهواء، مزيج مِن عطره الخاص وعطرها أيضاً. أغلقت عينيها للحظة مستنشقة الرائحة وكأنها تحاول تثبيتها في ذاكرتها.

فتحت عينيها مُجددًا وتنهّدت بعُمق، أثناء ذلك لاحظت شيئًا على مكتبه، كانت إسورة إدوارد. تقدمت بخطوات بطيئة نحو المكتب ويدها ترتجف قليلاً بينما تلتقط الإسورة برفق. نظرت إليها بتمعن، عينها تتسع قليلاً وهي تشعر بالحزن والأسف يغمرانها مِن جديد بعدما أسكتتهُما قليلاً.

كانت تعرف معنى تلك الإسورة بالنسبة لإدوارد، وأنّها لا تفارق مصعمه، إسورة جد بسيطة ورفيعة، فضية اللون ووسطها قطعة معدنية مُستطيلة الشكل، مِمّا يوحي أنها إسورة رجالية. ضغطت الإسورة بين أصابعها برفق، وكأنها تحتضن جزءًا منه، ولم تستطع منع دمعة مِن الانزلاق على خدها، لكنها مسحتها بسرعة قبل أن يدخل أحدهم في أيّ لحظة ويلمحها.

ـــــــــــــــــــــــــ

في تلك الثواني الحاسمة، تجاوزت سرعة أصابعه الحدّ الطبيعي حتّى كادت تشتعل أنامله في لحظات. اقتضبت ملامح كرونو مِن الضغط الذي أحاط به وندى جبينُه عرقًا مِن جهده الذي لم يتوقّف للحظة واحدة منذُ أمسك بالحاسوب وانصبّ بتركيزه عليه. توقّفت أصابعه تدريجيًا لينحني قليلاً للأمام يأخذ مجموعة مِن المناديل الورقيًة مِن العلبة الموضوعة على الطاولة يمسح بها جبهته ببطئ وعيناه لا تحيدان عن الشاشة بتركيز وترقُّب.

وتحت نظرات أليجاه التي تتراوح بينه وبين مُحتوى الملف الأسود، اندفع كرونو بحركة قوية وصرخة عالية، لكن تلك الصرخة تلاشت فجأة سرعان ما تذكّر كرونو أنه قفز والحاسوب على فخذيه، وبسرعة لحقت يداه بالحاسوب الذي أوشك على ملامسة الأرض والتقطه على شفى حفرة مِن التحطم.

علاقات مشفرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن