الفصل العاشر ﴿أنتَ مريض﴾.

473 73 58
                                    

قدّر تعبي بنجـمة مِن فضلك❤⭐

. . .

هُنالك سارِقة في إحدى المُدن...
سرقَت قلبي واختفَت...
أبلغوا سُلطات المشاعر...
أن يجلِبوها لي...
لِكي أعدِمها حُضناً حتى الموت...

. . . . . .

"في الحقيقة، لا يوجد هدفٌ مِن ذلك سوى أنني هربتُ مِن الموت الذي جَعَلْتَني أراه!"

كانت تلك إجابة قمر المُتهكّمة المريرة على آخر سؤال في القائمة (ما غايتكِ مِن دخول الجريمة الصّامتة؟)، معها كُلُّ الحق، من الغبي الذي سيزجُّ بنفسه وحُريته وماضيه ومستقبله في سجن يُدعى"مقر الجريمة الصًامتة؟!"، حتى الاسم لا يرحم ولا يوحي بأي خير.

همهم أليجاه بعمق بعد تسجيل إجابتها اللئيمة بينما يبتسم داخله بسُخرية، يتذكر إجابتها عن أحد الأسئلة قبل دقائق بـ ("سرقتُ مال والدي وعمتي وابنها مِن أجل تدبير أمور السفر والأوراق وكراء المنزل" ثمّ أشاحت بوجهها جانبًا لِتُطلق صوتًا ساخرًا مكبوتًا وتستأنف بِمَا وصله بصعوبة "تبًا لكم، تستحقون ما هو أكثر"). مِن هُنا تسنّت له الرؤية بشكلٍ أوضح قليلاً، لا يُنكر أنها تبغض عمتها وابن عمتها، ذلك وارد وطبيعي، لكن الأمر الذي أثار الريبة هو كُرهها الشديد لوالدها، كأنه ليس والدها مِن الأساس، تُرى ما السبب المُتخفّي وراء كُل هذا الكُره؟!.

لوى شفتيه قليلاً تعبيرًا عن التفكير وهو يطوي الملف مُعلنًا انتهاء الاستجواب البائس، سُرعان ما وصله سؤالها المليء بالتطلّع :

"هل انتهينا؟"

أجابها أليجاه بنبرة تحمل بعضًا مِن السُّخرية دون النظر لها :

"نعم، انتهت المهزلة"

هكذا نعت أليجاه تلك الأمسية، التي امتلأت بالمُشادّات والمأساة، ثُمّ الكوميديا!. لوت شفتيها على تعليقه وتمتمت بينما تطالعه شزرًا :

"مدريت شكون قلبها مهزلة، يعزّيك"

("لا أدري من حوّلها لمهزلة، أسأل الله أن يصلك خبر تعزية")

رمقها أليجاه نظرة مِن أسفل أهدابه تحمل مزيجًا مِن الشك المصحوب بالانزعاج، أمرُ تكليمه بلغة ليست ضمن قاموسه لهو أمرٌ مزعج، وما أدراك لعلّها تسبّه أو تهين أمّه حتى وهو كالجاهل ليست له القدرة على فهم ما تهذي به!

"لِمَ لا تتكلّمين في وجهي مُباشرة؟! لا بأس.. أغدقيني بصوت الّلاما خاصّتك بشيء أفهمه على الأقل"

تكلّم أليجاه بهدوء وهو ينظر لها بتركيز ونفاذ صبر، وكانت إجابتها أن ابتسمت ابتسامة صغيرة إن أوحت بشيء فهي توحي بالاستفزاز، أتبَعَتها بقولها وحواجبها تتراقص برشاقة :

علاقات مشفرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن